بالرغم من أنّ شائعة وفاة الفنان نور الشريف كانت تتكرر في الفترة الأخيرة بشكل متواصل، إلا أنّ رحيله سبّب صدمة لأصدقائه والمقربين منه وخسارة فادحة للفن المصري. ورغم عطائه الفني، إلا أنه كان يشعر دائماً أنّ لديه المزيد بل كان يشعر بالتقصير. بدايته اسمه الحقيقي محمد جابر محمد عبدالله ولد في القاهرة عام 1946 والتحق بكلية التجارة، لكنه لم يكمل بل انتقل إلى المعهد العالي للفنون المسرحية. وهناك حصل على تقدير إمتياز. توفي والده وكان عمره سنة. بدأ التمثيل في المدرسة، حين انضم إلى فريق التمثيل، وكان لاعباً في نادي الزمالك. ولولا حبّه للتمثيل، لاتجه إلى كرة القدم. قدم دوراً صغيراً في مسرحية "الشوارع الخلفية"، ثم اختاره المخرج كمال عيد ليمثل في مسرحية "روميو وجولييت". أثناء البروفات، تعرّف إلى عادل إمام الذي رشّحه للمخرج حسن الإمام ليقدمه في فيلم "قصر الشوق". وحصل عن هذا الدور على شهادة تقدير، وكانت أول جائزة يحصل عليها. بعدها، واصل مسيرته الفنية ليقدم 237 ع ملاً فنياً بين السينما والتلفزيون والمسرح، ليصبح من أهم فنانين العالم العربي. أعماله من أبرز أفلامه "ضربة شمس"، و"اختفاء جعفر المصري"، "حبيبي دائماً"، و"لست شيطاناً ولا ملاكاً"، "دم الغزال"، "عمارة يعقوبيان"، و"بتوقيت القاهرة" (2015) الذي يعتبر آخر أعماله. أما مشاركاته التلفزيونية فأشهرها مسلسلات "القاهرة والناس"، و"أديب"، و"لن أعيش في جلباب أبي"، و"الثعلب"، و"عمر بن عبدالعزيز"، و"هارون الرشيد"، و"عائلة الحاج متولي"، و"العطار والسبع بنات"، و"رجل الاقدار" . كما حصل على جوائز عديدة عن فيلم "قطة على نار"، ونال 4 جوائز عن فيلم "يارب توبة" وفيلم" "وضاع العمر يا ولدي"، و"حبيبى دائماً"، و"الكرنك"، و"حدوتة مصرية"، و"الطاووس"، و"العار"، و"أهل القمة". وحصل على جائزة "مهرجان نيودلهي" عن فيلم "سواق الأتوبيس" وعلى جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم "ليلة ساخنة" في "مهرجان القاهرة السينمائي" عام 1996. أما عن المسرحيات التي شارك فيها فهي: "القدس في يوم آخر"، "يا غولة عينك حمرا"، و"الأميرة والصعلوك"، و"يا مسافر وحدك"، و"كنت فين يا علي". المرض بدأت رحلته المرضية قبل عامين. عانى في البداية من آلام حادة في القدم نتيجة عدم وصول الدم إليها، مما جعله يخضع لجراحة لتوسيع الشرايين. وقبل إجراء الجراحة، تم اكتشاف وجود مياه في الرئة ونتج عن ذلك حدوث إلتهاب في الغشاء البلوري، ولهذا توقف عن التدخين منذ عامين. وقبل أشهر قليلة، تدهورت حالته وسافر إلى لندن. وتردد وقتها أنّه أصيب بسرطان الرئة. لكن فور عودته، نفى هو وأسرته إصابته بالمرض الخطير. الحب نور الشريف وبوسي أو "العاشقان" شكلا ثنائياً للحب على الشاشة منذ أن قدما "حبيبي دائماً". أثمر زواجهما عن مي وسارة، واستمرّ لمدة أكثر من 30 عاماً لينفصلا بعدها بهدوء تام، مما سبّب صدمة للجمهور. ورغم الانفصال، إلا أنّ نور الشريف كان يعلن حبه لبوسي في كل مقابلاته التلفزيونية، مؤكداً أنّه سيعود إليها يوماً ما. وخلال فترة مرضه، ظلت بوسي بجواره رغم انفصالهما، وسافرت معه للعلاج والاطمئنان عليه. بعدها، قرّر العاشقان استئناف حياتهما الزوجية، فرفضت بوسي أن تتخلّى عنه خلال مرضه ليعلنا عودتهما مرة أخرى بعد انفصال سنوات. انتصر الحب في النهاية، ولكن سرعان ما هزم المرض الشريف عقب أشهر قليلة من عودته إلى حبّ عمره ووالدة ابنتيه. للمزيد: وفاة الفنان نور الشريف