كثيرا ما كان يحيرني ويستوقفني إصرار بعض الزوجات على الطلاق رغم استعداد الطرف الأخر (الزوج) لتحقيق كل ما تريده الزوجة. وكان الموضوع في الحقيقة لغز يحتاج لحل ومعادلة تحتاج لتفسير. وسؤال يبحث عن جواب وهو: لماذا تصر هؤلاء الزوجات بالذات على الطلاق أو الاستمرار بحياتها الزوجية لكن تحت شعار: ( هو في حاله وأنا في حالي) ( لا يمكن أخليه يلمسني) . وبعد نقاشات وحوارات مع عدد كبير من هذه العينات من الزوجات ومنهن صاحبة قصة اليوم تبين لي ما كنت أشك فيه وأتوقعه من خلال خبرتي بعلاج المشاكل الأسرية وهو أن كثير من هولاء الزوجات ليست فقط لا تحب زوجها، بل تحب غيره وقلبها معلق برجل آخر وحبيب أخر. تقول صاحبة القصة: تزوجته لضغط الأهل على بالزواج، زوجي لا يعاب مطلقا لكني بالحقيقة مهما اقترب مني لا أراه لا أحسه ولا يهز مشاعري ولا أشتاق إليه. رغم أن الكل يمدح فيه وأنه صاحب دين وخلق ومستواه المادي ممتاز. قلت لها ما السبب؟ قالت: بصراحة أنا أحب شابا قبل زواجي منه، وما زلت على علاقة  به وحاولت أنساه بزوجي الحالي لكني لم أستطع وأقابله وأكلمه قبل زواجي وبعد زواجي. وتقول زوجة أخرى: تزوجته من عشر سنوات فلما أهملني عاطفياً منذ 4 سنوات، تعرفت على رجل عن طريق الفيسبوك أعطاني كل ما أريده ووصل أننا نتقابل وأخشى أن أغلط أكثر معه فلذا أريد الطلاق حتى أتزوج الثاني، ولكني خائفة على مصير ابننا الصغير لأن والده سيأخذ الحضانة مني إن تزوجت رغم أن زوجي يحاول الآن يحاول أن يحتويني ويخرجني ويرضيني ولكني أحب غيره وأشعر بذنب كبير وانفصام داخلي ولا أدري ماذا أفعل. وتقول زوجة ثالثة : تزوجنا من 8 سنوات ورزقنا بطفل واحد ولليوم لم أنجب لأن الزوج غير قادر جنسياً، وحتى الأدوية و المقويات لا تجدي معه فمنذ 5 سنوات لا يوجد علاقة حميمية إلا كل 6 أشهر مرة، وكلها تعب وآلام لأنه ضعيف وبنفس الوقت يتمسك بي ولا يريد أن يطلقني. بعد هذه الحالات المختلفة، جئت أفكر معك بصوت عال لنفصل أسباب هذا المرض ثم نضع له العلاج . والرسالة أيضا لكل رجل وقع في نفس الغلطة أقول لهما ولكل من عاش بقلبين أو وجهين: أولا: كان الأسلم من البداية ألا أربط نفسي وأتزوج بشخص إلا بعد التأكد من أنني أفرغت وأخليت قلبي من أية علاقة سابقة على ارتباطي به ونويت بصدق أن أبدأ صفحة حياة جديدة مع خطيبي هذا أو زوجتي تلك.. لأن من بدأ حياته بزواج من شخص دون تخلية قلبه من حب قديم وظل متواصلا مع حبيبه الأول بعد الزواج حتما سيظل يعقد المقارنات بين الزوجة وبين من ما زال يحبها وستقف الزوجة – التي تحب غير زوجها- عند أبسط الأخطاء لزوجها الحالي. وسؤالنا لك : لماذا لم تتزوجي بمن تحبين؟ ولو كان هناك عوائق لزواجكما ومستحيل وقوع الزواج فلماذا لم تتركيه؟ ألا تدرين أنه سيتزوج بغيرك بعد أن تضيعي سنواتك معه؟ ألا تدركين أنك لو ظلت العلاقة بلا زواج ستتطور للوقوع في الحرام؟ ألا تعلمين أنك لو قبلت الزواج بغيره وأنت ما زلت على علاقة به فإنها تعد خيانة لمن تزوجتيه؟ ثم لماذا تعلقين شابا أخر بك لم تحبينه وهو أحبك ودخل بيت والدك ليأخذك بالحلال وأنفق مئات الالوف ليسعدك ووافقتي على زواجك منه وبعد أيام أو أسابيع قليلة تقولين أنا لا أحبك وقلبي مع غيرك؟ أليس ذلك ظلم وجريمة في حق هذا الشاب الذي أرادك بالحلال؟ تقول إحداهن: عقد على زوجي من 5 أشهر وأنا لا أسمح له بأن يلمسني ولا يمسك بيدي أبدا.. أما من أحبه فأعتبر نفسي ملكا له. إذن كان من البداية أخطأت بالزواج برجل أخر ولو أنصفت وأغلق عليك طريق الزواج بالأول فكان لابد أن تفرغي قلبك من الأول وتعمريه بزوجك وأن تعطيه الفرصة ليحبك بطريقته وبأسلوبه فالأزواج في التعبير عن حبهم لزوجاتهم كالورود لكل منها لون ورائحة مختلفة. أنصحك بأن تعطيه الفرصة وإلا فلا تكملي هذا الزواج الذي كله خداع من البداية لأنه إن استمر فمعناه أن جسدك سيكون مع زوجك وقلبك ومشاعرك مع غيره وهذه خيانة وجريمة عظمى.. خذي قرارك من الآن فإما أن تتركي وتنسين هذا الحب القديم وتفتحين صفحة جديدة لزوجك الذي عقد عليك وإلا لو كنت ضعيفة ولا يمكنك النسيان فاتركي هذا الزوج المسكين قبل أن ترزقا بأبناء وأعيدي له كل حقوقه المادية كاملة. أما أنت أيتها الزوجة التي مضت سنوات على حياتك معه ولديك منه أولاد ورغم ذلك وقعت في حب أو علاقة مع رجل غريب فخطأك من البداية مركب ومتراكم . لأنك تحججتي بأنه أهملك 4 سنوات مما فتح لك طريق الشيطان لتتعرفي وتحبي غيره لكن هذا الزوج عاد – كما ذكرت- ليشعرك بحبه لك لكنك أغلق قلبك عنه. أقول لك: كان من البداية بدل الوقوع في خيانة لزوجك حتى وإن أهملك فترة أن تطلبي أن يحتويك عاطفيا فإن لم يستجب وفشلتما في ذلك فكان الطلاق ساعتها أفضل من ملء هذا الفراغ العاطفي بعلاقة خارج البيت. نعم الطلاق أولى حتى لو كان بينكما أبناء. فهل وجود الأبناء عذر للخيانة؟ ثم إذا كان سبب خيانتك له أو خيانتك لها كزوجة هو الإهمال لفترة ثم الآن أصلح السبب وبدأ الطرف الأخر يحس بخطر إهماله وأنه سيفقد بيته وأسرته وزوجته فبدأ يعيد حساباته ويعطيك الحب لماذا لا نعطيه الفرصة وتتذكري حسناته التي أقلها أنه رجع وتغير ؟ لأن أصل السعادة ومنبع الحب هو بيتك وزوجك وأولادك الذين لا ذنب لهم في قصور أحدكما أوضعف الأخر . فكري بعقلك قبل قلبك وحاولي أن تري في زوجك اليوم ما يحملك على حبه لكن بشرط أن تفرغي قلبك من غيره سواء كان غيره قبل الزواج أو بعد الزواج حتى تحسين بحب زوجك لك وإلا لو سمحت لا تخدعيه وأنت لا تخدعها وافترقا بالمعروف وأنتما صادقين خير من أن تعيشا خائنين حتى لو كانت خيانة بالمشاعر.