أغلب الظن إذا انتشر زي "لوليتا"، الذي أصبح يتناقله كثيرون على فيسبوك وأنستغرام، في العالم العربي سيجعل من صاحبته أضحوكة في الأماكن العامة، فرغم أناقته إلا أنه زي يميل إلى تقديم الفتاة كشخصية كرتونية أو لعبة. بدأ انتشار زي لوليتا أولا في اليابان، فهو يناسب قامة المرأة اليابانية الصغيرة والتي تبدو معها وكأنها طفلة. كما يناسب الثقافة اليابانية وتقديمها للمرأة في الكرتون أو الأفلام. ولمن يعرف رواية "لوليتا الشهير" فإنه يستطيع أن يفهم القالب الذي تضع فيه فساتين لوليتا الفتيات. إنه ليس أكثر من زي يظهر الفتاة بشخصية طفولية قادمة من عالم الكرتون، بفساتين قصيرة وردية ومزركشة وأكمام مستوحاة من الأزياء القديمة وإكسسوارات غرائبية، ويشترط الزي أن تحمل الشابة حقيبة على شكل لعبة أو دمية. الفتيات المسلمات في أميركا وأوروبا بدأن في ارتدائه، ويجدن فيه وسيلة لجعل الحجاب يبدو كما لو كان جزءا من الزي، وبذلك يتجنبن أن يزعجهن أحد. لكن هذا يتناقض مع فكرة الهوية الإسلامية التي يحاولن تمثيلها والدفاع عنها. فبإطلالة لوليتا تتحول الفتيات المحجبات إلى صورة ثالثة، ليست بالمحجبة وبالطبع ليست لوليتا المرأة الصغيرة اللعوب والفاتنة والمغرية للرجال الكبار. لا بد أن هذه ليست الصورة التي يردنها لأنفسهن. أليسا سيلزار (25 عاماً)، إحدى نجمات "لوليتا المحجبة"، تعيش في كاليفورنيا، قالت في حوار لها مع موقع "فايس" إن زي "لوليتا" لا يخالف الالتزامات الدينية التي يفرضها الحجاب. وتشرح أنها تتعرض أحياناً لتعليقات قاسية بشأن حجابها، حتى أن أحدهم صرخ مرة في وجهها: "انزعي حجابك هذه ليست العراق". لكنها حينما ترتدي حجابها ضمن شخصية "لوليتا"، فلا أحد يزعجها، لأنهم يظنون الحجاب جزءاً من الزي. من المتوقع أن تنتشر أزياء لوليتا وفساتيها وأحذيتها ذات العنق الطويل المخصصة للإغراء قريباً، لا يهم في الحقيقة ماذا تلبسين المهم أن يكون يمثل ما تفكرين به ويكون هو أول ما يعبر عن الشخصية التي تريدين إبرازها. فالانطباع الأول يؤخذ عن المرء من ملابسه، فهي أول ما يُرى ويعرف فيه.