زينب .. طفلة تحمل لقب صاحبة أكبر شامة سوداء في الوطن العربي، بدايتها مع الأمل كانت عبر إحدى المبادرات الانسانية لـ "مؤسسة دبي للإعلام" من خلال برنامج "قريب المنال بأيادٍ بيضاء" تحت رعاية سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم. زينب طفلة مختلفة تماماً، دموعها تكشف سر معاناتها، دموع الأمس هي ذاتها دموع اليوم الخوف من مشرط الطبيب. هل ملّت زينب من زياراتها المتكررة للمستشفى والتي بدأت في منتصف عام 2009 ام انها لا زالت تتألم من عملياتها التي وصلت الى 14 عملية والتي استئصلت من خلالها أجزاء كبيرة من وحمتها التي لازمتها منذ الولادة. مقارنة سريعة بين الأمس واليوم بين شامات متفرقة في وجهها الطفولي أزيلت بفضل مهارة وتخصص فريق طبي متكامل في مستشفى "الأكاديمية الأمريكية للجراحة التجميلية" في مدينة دبي الطبية. يقول أحد الأطباء الذين شاركوا في علاج زينب "لقد قمنا بجلسات عديدة للطفلة وكانت الجلسة الأخيرة مركزة على الجانب الأمامي من الجسم وبهذا سينتهي العلاج كاملاً حسب الخطة المقررة لهذه السنة". زيارتها الحالية لدبي مبرمجة في جدول معالجتها الذي بدأت نهايته تظهر بوضوح، تخضع زينب لبرنامج مراجعة وفحص شامل، قبل أن تستسلم لمشرط الجراح، فبين عمليات التجميل والترميم يقوم الفريق الطبي في مستشفى "الأكاديمية الأمريكية للجراحة التجميلية" بعمل ما يمكن عمله، فكيف ستكون النتيجة المأمولة في هذه المرحلة الاخيرة من رحلة علاجها؟ المدير الطبي للمستشفى أوضح "أنها حالة نادرة، فمن النادر أن نشهد وحمة كبيرة تغطي جزء كبير من الجسم ولكن من الطبيعي أن نعمل على تقديم الخير والمنفعة لهذه الطفلة والحالات الطبية والإنسانية الصعبة التي تحتاج الى خبراتنا". رغم سماكة الشامة السوداء الأم في جسم الصغيرة زينب، إلا أن عمليات القشط والإزالة نجحت في تقسيمها وإزالة أجزاء كبيرة منها باستخدام أحدث التقنيات العلمية الطبية في الجراحات التجميلية في الفخدين والرجلين اليمنى واليسرى ووحمات غير متصلة في الوجه والرقبة ومناطق متفرقة في الظهر لكن أكثر ما يفرح هو زوال خطر الاصابة بالسرطان. كانت زيارة الطفلة زينب الاخيرة ليس كغيرها من الزيارات فقرر الطاقم الطبي والاداري لـ "مستشفى الأكاديمية الأمريكية للجراحة التجميلية" بمفاجئتها بالاحتفال بعيد الميلادها التاسع الذي صادف زيارتها هذه لدبي بعد انتهاء العلاج المقرر لها، حيث نظمت المستشفى حفلة تليق بالأميرات الصغيرات لإسعادها وإعادة البسمة لوجهها بعد رحلة العلاج الطويلة. أصبحت زينب في السنوات الست الماضية جزءاً لا يتجزأ من عائلة المستشفى فتوَجت كطفلة الجميع المدللة، ينتظرونها حباً لها.