هل تأخر بناتنا في الزواج يبرر لنا أن نشرك بالله ونتتبع طرق السحر والشعوذة بحجة أن البنت كبرت ولازم نزوجها للشاب الفلاني ولو حتى بالأعمال (السحر). ألا تعلم الأم أو المرأة التي تسحر لهذ الشاب بأن السحر قد ينقلب على ابنتها بيوم من الأيام وتطلق إذا اكتشف الزوج ذلك أو عولج من السحر وشفى منه؟ لأن ما بنى على باطل فهو باطل ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها. قصة اليوم تحكيها أخت الزوجة التي زوجت بهذه الطريقة – طرق السحر والشعوذة – من باب أن هذه الأخت انسانة ملتزمة وتريد حلا مع أمها وأختها لأنهما سلكا هذا الطريق الذي يغضب رب العالمين . وقد حضرت معها أمها تقول الفتاة اسراء: نحن 4 بنات لم يتزوج منا إلا الأخت الكبرى من عامين وبقيت أنا وأخواتي الثلاثة، الأخت الثانية بعد الكبرى وصلت سن 28 سنة والثالثة 30 سنة وأما أنا فأصغرهم حيث عمري 23 عاما. بدأ القلق ينتاب أمي من عدة أشهر من تأخر زواجنا فسمعت بأن صديقة لأمي نصحتها بأن تذهب لأحد المشايخ بأحد البلدان العربية وتأخذ معها صورة أو قطعة من ملابس الشاب الذي تريده يتقدم لابنتها. وأمي هذه الجالسة معنا امرأة مصلية ولم أتوقع أبدا أنها ستفعل ذلك ولكني عرفت من أختي أنها فعلا زارت بيت الجيران وأخذت من ورائهم شيء من ملابس هذا الشاب وأعطت هذا الشيء الذي يسمونه (الأثر) لأحد المشايخ ليصنع لها عملا وسحرا لجلب الحبيب أو لتزويج أختي الثانية مقابل مبلغ مادي كبير نصفه دفعته مقدما للساحر والنصف الثاني عندما يتم زواج أختي. وفعلا تقدم ابن الجيران لأختي وأصر على الزواج منها رغم اعتراض أهله لأن عمرها 30عاما وهو عمره 27 عاما لكنه صمم وتم الزواج. وكان دوما يشتكي من صداع ويرى أحلاما مزعجة. لجأ الزوج إلى الصلاة وقراءة القرآن لاعتقاده أن به أمر غير طبيعي، مع الوقت بدأ يرى أخطاء أختي ويدقق معها ويحاسبها عكس ماكان عليه ببداية الزواج فهى مثلا لا تصلي ولا تلتزم بالحشمة في ملابسها وتتأخر مع صديقاتها خارج البيت و... و... فبدأ الزوج يفيق ويضع الضوابط لحياته معها.. فلما يأست أختي وتذمرت عادت لتطلب من أمي تجديد العمل .. فوقفت لهما معترضة ولذلك جئت بأمي معي لعلها تعرف الحق والصواب وتبتعد عن هذا الطريق الوعر. الجواب : التفت للأم فوجدت امرأة في الخمسينات ترتدي الحجاب وتبدو عليها علامات السذاجة والقلق فسألتها؟ لماذا لجأت لذلك الطريق أمنا الغالية؟ قالت:أنا أم وبناتي كبروا وخفت يفوتهم قطار الزواج وأنا يا ابني ما آذيت زوجها الحالي لكن نصحوني بأن هذا عمل بالهداية وليس سحر مضرة وهذه نيتي حتى بالمرة القادمة أنا أريد الهداية والسكينة لابنتي وزوجها. قلت لها: أيتها الأم نحن نعرف أن تأخر زواج البنت يسبب أزمات نفسية كبيرة لكل أم ولكن الغاية في ديننا لا تبرر الوسيلة، والسحر شرك وكفر سواء كان بالكره أو بالمحبة وجلب الحظ وجلب الحبيب كلها شعوذة واستعانة بالشياطين وطلاسم الكفر ، أما سألتي نفسك لماذا كان زوج بنتك يشكو الصداع والكوابيس والأمراض؟ إنها بسبب السحر والعمل الذي صنعتيه. يا سيدتي لقد بدأ زوج ابنتك يفيق من السحر القديم بالقرآن والصلاة وليس معنى أن يحاسب زوجته على أمور شرعية كالصلاة وينهاها عن التأخر أنه تغير عليها. إن ابنتك هي التي يجب أن تتغير وتلجأ هي وانت ألى الله للتوبة من هذا الشرك الذي وقعتما فيه ربما عن جهل لكن لا عذر لك اليوم والمحبة إن لم تأت من عند الله فلن تأت بالأعمال والأسحار لأنها طرق ملتوية وربما انقلب السحر على الساحر . والحل الوحيد أن تتوبي وتعتمري أو تحجي أنت وابنتك ليكفر الله عنكما ما مضى عسى الله أن يهديكما سواء السبيل.