ما الذي يمكن أن يحميك من أشخاص يسممّون حياتك؟ وماذا يمكن أن يُبقي الذكريات المؤلمة حبيسة في صندوق بدلا من أن تظل تراودك وتقلب حاضرك إلى جحيم؟ وما الذي يمكن أن ييقيك في أمان قوية ويساعدك في إدارة مشاعرك؟ إنها الحواجز. أجل فعلاً، الحواجز التي تضعينها هي أفضل ما تقدمينه لصحتك النفسية والذهنية وبالتالي الجسدية. إذا كبر الإنسان في منزل فيه حواجز صحية فإنه يظل يحتفظ بها وهو راشد، لكن للأسف لسنا جميعا ندرك أهمية الحواجز وقيمتها في حياة أفضل. وبحسب الأطباء النفسيين فإن هناك أربعة حواجز عاطفية من الضروري أن يتعلمها كل إنسان منا ويتقن استخدمها. والحاجز العاطفي لكي يكون مريحا عليه أن يكون قويا ولكن مرن. وإليك المزيد عن كل نوع من الحواجز. الحاجز الجسدي إنه أسهل الحواجز التي تساعد في الفهم والرؤية. أنت بحاجة إلى مسافة من الأشخاص من حولك مسافة حقيقية قدرها على الأقل قدمين، إنها مسافة تجعل الزميل في العمل مثلا يحترم خصوصيتك، والأخ في البيت لا يتلصص على كمبيوترك، والرجل في الشارع لا يحشر أنفه في الحوار بين اثنين. المسافة هذه تحمي من الفضوليين ومن لا يحترمون الخصوصية ولذلك عليك أن تعلمي أطفالك دائماً أين يقفون وكيف يحترمون المسافة مع الآخرين ويجبرونهم على احترامها. من جهة أخرى، فإن هذه المسافة تجعلك تبدين دائما بمظهر أفضل في عيون الآخرين، وهذا يعزز ثقتك بنفسك، فلا أحد سيتلصص على عيوب مكياجك أو آثار الحبوب في وجهك، لذلك تذكري أن المسافة المريحة اجتماعيا هي قدمين ممن حولك. وهي أول الحواجز التي تبنيها لتكوني مرتاحة نفسيا. الحاجز الخارجي وهو شبيه بالعزل، أن تعزلي نفسك فوراً عن الآخر. وهو مفيد للعلاقات الزوجية التي يشوبها المشاكل، ولكنه حاجز من نوع آخر، لذلك ينصح الأزواج الذين تكثر بينهم المشاكل إلى الابتعاد عن بعضهم لفترة، أو النوم في غرفتين منفصلتين لكي يفكر كل منهما في مجال لا يرى فيه الآخر ولا يؤثر عليه وهذا مهم. كما أنه مفيد في حالات العمل حين يوجه إليك الانتقاد، فإن كنت ممن لا يحتملونه ينبغي التصرف بلباقة والجلوس وحدك بعض الوقت. يحمي هذا الحاجز من الوقوع في المزيد من التصعيد للمشاكل أو الشتم والسب . الحاجز الداخلي وهذا هو الحاجز الذي يحميك من نفسك، من ذكرياتك، من أخطائك، ويساعدك على التحكم بالألم والغضب والحزن. الحاجز المؤقت وهذا الحاجز مهم لأولئك الغارقين في الماضي أو الخائفين من المستقبل، إنه الحاجز الذي يشدك إلى الحاضر. لما انت فيه للسعادة التي بين يديك أو للمشاكل التي تحاولين حلها. والآن أنت تسألين نفسك: حسنا كيف أبني هذه الحواجز العاطفية. وفي الحقيقة أنها مسألة تحتاج منك إلى تمرين، بحسب التمارين والألعاب النفسية التي اتفق عليها المدربون والمحللون النفسيون. وخطوات التمرين هي: - أغمضي عينيك وعدي حتى العشرة في رأسك بينما تتنفسين بعمق وهدوء. - تخيلي نفسك واقفة وحولك دائرة انت في مركزها وأنك مرتاحة جدا فيها. - حولي الدائرة إلى جدار في خيالك جدار من الطوب، أو البلاستيك أو أي شيء تحبين. - ابقي واقفة محاطة بهذا الجدار الذي يمكنك التحكم فيه بخيالك لمدة دقيقة كاملة. - كرري هذا التمرين مرتان في اليوم. الآن يمكنك بناء هذا الجدار كلما شعرت بأن الذكريات السيئة تتسلل إليك، ابني جدارك الذهني فورا ليقف بينك وبينها. أو حين يوجه لك أحدهم كلاما يزعجك، كأن يقول لك والدك كلاما فيه تأنيب ولا تريدين أن تنجرحي فابني نفس الجدار بتخيله والقوف محاطة بهذا السور الذهني. تذكري أن تربية العواطف وتهذيبها أصعب التحديات التي تواجهينها مع نفسك. أنت بحاجة لبناء حواجز، مع ماضيك مع محيطك ومع مشاعرك الهشة والمتعبة.