الإعاقة العقلية (الذهنية) هي إحدى الإعاقات التي تتصف بوجود محدوديات واضحة في الأداء العقلي (الذهني) أو ما يعرف بالذكاء و السلوك التكيفي قبل بلوغ سن ال 18. و يمكن الاستدلال على وجود الإعاقة في فترة الطفولة المبكرة. أما الأداء العقلي (الذكاء) فيشمل التعلم و المنطق و القدرة على حل المشكلات. أما السلوك التكيفي فيقصد به سلسلة المهارات العملية و الاجتماعية التي يتعلمها و يطبقها الأشخاص في حياتهم اليومية و تشمل اللغة و القراءة و الكتابة و المفاهيم المتعلقة بالوقت و النقود و المهارات الإجتماعية مثل المهارات الشخصية و المسؤولية الاجتماعية و تقدير الذات و اتباع القوانين. كما يشمل السلوك التكيفي مهارات العناية الشخصية و القدرة على التصرف أثناء التنقل و السفر و استخدام وسائل المواصلات و النقود و الهاتف. و تشمل الإعاقة العقلية التأخر في العديد من الجوانب الحركية و الجسدية و العصبية و الإدراكية و الإجتماعية و اللغوية, حيث يعتبر التأخر اللغوي أحد أولى علامات الإعاقة العقلية. يختلف الأفراد المصابون بالإعاقة العقلية من حيث المسبب و شدة الإعاقة و مدى تأثيرها على القدرات النطقية و اللغوية. حيث يصاب بعض الأطفال بالإعاقة العقلية نتيجة لمتلازمة داون و بعضهم يصاب بالإعاقة ذاتها نتيجة التعرض لضربة على الرأس فأحدثت نزيفاً في الدماغ. و كلما ازدادت شدة التأخر العقلي ازداد تأثيرها على المهارات النطقية و اللغوية. و يعاني الأطفال المصابون بالتأخر العقلي بشكل عام من اضطرابات في النطق (لفظ الأصوات) و اضطرابات في جميع نواحي اللغة الفونولوجية و النحوية و الدلالية و الصرفية و البراغماتية. و لا تعتبر الأنماط اللغوية لدى الأطفال المصابين بالتأخر العقلي غير طبيعية. فلغتهم طبيعية و لكنها لا تتناسب مع مستواهم العمري. لذا توصف المشكلة اللغوية لديهم بالـتأخر اللغوي. فمثلاً قد تجد طفلا مصاباً بالإعاقة العقلية و يبلغ من العمر ست سنوات لكن الجمل التي ينتجها لا تتعدى الكلمتين بمعنى أن جمله صحيحة و لكنها تناسب مع طفلِ في الثانية من عمره و ليس في السادسة. و لكن في بعض الحالات القليلة, يظهر بعض الأفراد المصابين بإعاقة عقلية شديدة بعض السلوكيات اللفظية غير الطبيعية مثل المصاداة الكلامية ( تكرار ما يتم سماعه) و الرطانة (التفوه بكلمات غير مفهومة). و يعتبر التدريب اللغوي أمراً ضرورياً للأطفال المصابين بالتأخر العقلي. فللتدريب اللغوي أثر واضح في رفع المهارات النطقية و اللغوية للأطفال المصابين بالتأخر العقلي. و فيما يلي بعض الاستراتييجات التي يمكن للمعلمين و الأهل في البيت اتباعها لتشجيع الطفل على التواصل و لتنمية قدراته اللغوية : 1- تأكد من امتلاك طفلك لإحدى وسائل التواصل للتعبير عن نفسه و رغباته و احتياجاته, فإذا كان التأخر اللغوي لدى الطفل شديد أو لم يكن قادراً على التواصل اللفظي, فبالإمكان الاستعانة بوسائل التواصل المعززة و البديلة مثل نظام التواصل بتبادل الصور (بيكس) أو وسائل التواصل عالية التقنية كالحواسيب اللوحية و غيرها و التي تعمل على انتاج الرسائل المسجلة حينما يضغط الطفل على صورة الشيء الذي يريده. 2- اختر نظام التواصل الذي يتناسب مع قدرات الطفل الإدراكية و الجسدية و احتياجاته كذلك , و يمكن التعاون مع المختصين الآخرين كاختصاصي النطق و اللغة في عملية الإختيار و الذي بدوره يقوم يتقييم الطفل لتحديد قدراته و احتياجاته و أي الوسائل التواصلية أكثر مناسبة له. 3- شجع محاولات طفلك للتواصل, سواء تواصل معك بشكل لفظي (بالكلام) أو بالإشارة أو بالصور. 4- تحدث مع طفلك بوضوح 5- استمع لطفلك جيداً حينما يتحدث معك 6- ان تحدث معك طفلك (تلميذك) و لم تفهم ما قاله, فاطلب منه إعادة الكلام. 7- سمي الأشياء و الصور الموجودة في بيئة الطفل ( في البيت و المدرسة) لإثراء الحصيلة اللغوية لدى الطفل. 8- كن صبوراً في الاستماع لطفلك (تلميذك) فإن تحدث بشكل بطيء, فاصبر حتى ينتهي و لا تضغط عليه و لا تطلب منه الإسراع فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالإحباط و الخوف. 9- أعد ما قاله الطفل و ابنِ عليه, فلو قال لك: انظر طائرة! فقل له: نعم, طائرة تطير في السماء. 10- استخدم الصور و وسائل الإيضاح البصرية في الشرح لتدعم ما تقوله. 11- خصص وقتاً لقراءة القصص للطفل كل يوم, استخدم القصص ذات الصور المكبرة و الملونة و الجذابة للأطفال و قم بالإشارة إلى الكلمات حينما تقرأ. 12- استخدم كتب الأطفال ذات الصور المكبرة و التي تستخدم في تعليم المفرات المبكرة و المتوفرة في المكتبات. و يهدف استخدام الكتب تلك إلى تعزيز الحصيلة اللغوية لدى الطفل. 13- استخدم بطاقات التسلسل sequencing cards لتعليم الطفل ترتيب الأحداث المتسلسلة. 14- درب طفلك على لعب الأدوار, حيث يتقمص الطفل و المعلم أو الأهل أدوراً متنوعة ( كدور المعلم أو الشرطي أو البائع و غيرها) و يتحاوروا. 15- ركز على التواصل التفاعلي اختصاصي السمع و النطق Hazem.alismail@yahoo.com