يعدّ مرض "الرقبة النصية" (Text Neck) داء العصر الحديث. إذ يصاب المريض بآلام في الرقبة والظهر بسبب الجلوس لفترة طويلة والرأس إلى الأمام أثناء استعمال الهواتف الذكية والحواسب اللوحية. وتسهم الرياضة في محاربة هذا المرض، ولكن الحل الجذري يتمثل في عدم المبالغة في استعمال الأجهزة الجوالة. وقال الطبيب الألماني فولفغانغ بانتر إن استعمال الأجهزة الجوالة الحديثة يؤدي إلى البقاء في وضعية غير طبيعية لساعات طويلة أثناء فحص البريد الإلكتروني أو قراءة الأخبار أو إجراء المحادثات أو تصفح الإنترنت، مسبباً الإصابة بآلام الرقبة والعمود الفقري. وأضاف رئيس "الرابطة الألمانية لأطباء المصانع والشركات"، أنّ الشباب أكثر عُرضة للإصابة بالرقبة النصية؛ لأنّ العمود الفقري لديهم يكون مرناً للغاية. وأجرى اختصاصي جراحة العمود الفقري الأميركي كينيث هانزراج، دراسة خلال عام 2014 عن القوى التي تؤثر على العمود الفقري، عند النظر إلى الهواتف الذكية والحواسب اللوحية أو الكتابة عليها. وخلصت هذه الدراسة إلى أنّ رأس الشخص البالغ، التي تزن ما يراوح من 4 إلى 6 كيلوغرامات، تؤثر على العمود الفقري بقوة تبلغ نحو 13 كيلوغراماً عند إمالة الرأس إلى الأمام بزاوية 15 درجة تقريباً. وأردف هانزراج أنه كلما زادت درجة الانحناء، زاد العبء على الفقرات العنقية، مشيراً إلى أنّه عند النظر إلى شاشة الهاتف الذكي، تكون زاوية ميل الرقبة 60 درجة تقريباً، وبالتالي تؤثر على الرقبة والظهر قوة تبلغ 27 كيلوغراماً، أي ما يعادل وزن طفل في السابعة من عمره تقريباً. وكلما تكررت هذه الوضعية وطالت مدتها، ارتخت الأكتاف إلى الأمام وانبسطت عضلات الرقبة وانقبضت عضلات الصدر وزاد التحميل على العمود الفقري، ما يتسبب في الإصابة بالشد العضلي والصداع، وفي أسوأ الأحوال تآكُل الأقراص الفقرية بشكل سابق لأوانه. ومن جانبه، حذر البروفيسور بيرند كلادني، الأمين العام لـ "الجمعية الألمانية لجراحة العظام والحوادث"، من المبالغة في استعمال الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية؛ لأنّها تتسبب في تمدد الانحناء الطبيعي للعمود الفقري، ما قد يتفاقم في أسوأ الحالات ويؤدي إلى الإصابة بالحُداب، أي تقوس العمود الفقري إلى الخلف. ولمواجهة متاعب "الرقبة النصية"، ينصح الطبيب الألماني بانتر بممارسة بعض التمارين باستمرار، مثل النظر إلى الأفق بشكل متكرر كتدريب لعضلات العين والرقبة.
للمزيد: