انتهى شهر الصيام في بعض الدول الإسلامية واليوم هو الأول من عيد الفطر، والبعض الآخر يفطر غداً، فهنيئاً للاثنين. كثيرا ما نقول نحن الكبار إن العيد للصغار وليس لنا، لكننا نخطئ كثيراً حين نقول ذلك. فالطفل كل يوم بالنسبة إليه يمكن أن يكون عيدا، يمكن أن تشتري له ملابس جديدة ويفرح بها كأنها أيام العيد، ويمكن أن يكون يوم عيده حين يأخذه أبواه إلى مدينة الألعاب. وفي الحقيقة، إننا نحن الكبار من أثقلتنا هموم الحياة والركض خلف النجاح وتأمين لقمة العيش والمرور بمشاكل الدنيا، نحن من نحتاج إلى يوم نعيشه على أنه عيد. أعرف أشخاصا يفضلون التنكيد على أهاليهم وأنفسهم، فإن رأوا أحدا يضحك فعلوا المستحيل لكي تذهب ضحكته. هؤلاء أنفسهم يلجمهم العيد، فنجد الناس وقد تحاشت الخلاف في معظم الأحوال، وكل منا يقول فيه نفسه "لا أريد أن أغضب أحداً في يوم العيد". أجل نحن الكبار من نحتاج للعيد، من يهلكنا العمل طيلة العام ولا نجد أياما نرتاح فيها وننسى هموم الشغل. نحن الكبار من نحتاج إلى المصالحة مع إخوتنا وأقاربنا وأصدقائنا ونعرف أن اتصال المعايدة سيذيب الجليد بيننا ويصالحنا وأن للعيد هيبة عند الناس ولا يحب، إلا اللئام، أن يردوا بعضهم خائبين في العيد. نحن الكبار من نحتاج إلى الفرح بصيامنا طيلة الشهر، وأننا استطعنا تأدية العبادة كما يجب فنأمل أن أول يوم من العيد هو يوم عتقنا من النار. العيد للكبار المساكين الذين أتعبتهم الحياة ويحتاجون لأحد يمد يد العون فيجدون العيد وقد ذكّر الناس بإنسانيتهم، الكل يريد أن يكون مصدر فرح للكل، والكل يتحاشى إيلام وإغضاب الكل. أجل العيد لنا وكل عام ونحن الكبار نجد لحظة من الهدوء بعيدا عن ضجيج الركض اليومي خلف الأولاد والرزق والعيش. كل عام وأنتم بخير!