"تشيللو"، و"العراب" من بين المسلسلات الأكثر متابعة هذا العام، وإن اعترتهما هنّات وهفوات تتمثّل أولاً في إيقاعهما البطيء نتيجة مطّ فكرة الفيلم المُستنسخ. لكنّ صنّاع الدراما لن يعيروا اهتماماً لغير نسبة المشاهدة، وهي تعكس بدورها إقبالاً واسعاً من مشاهدين يهتمون بأسماء النجوم أكثر من القصة ذاتها. ويتشابه العملان بأنهما مقتبسان، الأول عن فيلم أجنبي هو "عرض غير لائق" المأخوذ أصلاً عن رواية بالاسم نفسه. أما الثاني فمقتبس عن رواية "ماريو بوزو" الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه أيضاً، وسبق تقديمها في ثلاثيةٍ سينمائية خالدة تحمل توقيع المخرج فرانسيس فورد كوبولا. هنا نطرح أسئلة عدة: هل نضبت المخيلة العربية؟ هل اندثرت المواهب الإبداعية؟ هل انعدم كتّاب السيناريو المحليون؟ أيّ واقع تعكسه دراما مقتبسة من أفلام أفرزها المجتمع الأميركي في تسعينات القرن العشرين؟. وعلى رغم أنّ الاقتباس لا يعد حدثاً طارئاً رغم المخزون الأدبي والإنساني الكبير في عالمنا العربي، ولكنه حالة تسير دوماً بحدين بين النجاح في إسقاط الحالة المحلية أو الفشل في ذلك، وبين الالتزام بشروط الاقتباس الفني واحترام حقوق أصحاب الملكية الفكرية الأصليين، وعدم التخطي إلى "النسخ واللصق"، مما يفتح السؤال مجدداً حول أسس الاقتباس وحدوده ودوره ووظيفته. المزيد: “العراب”: الفنانون المؤيّدون والمعارضون وجهاً لوجه