أعجب لزوج تعدت أرصدته الخمسين مليوناً، وتراه يقضي سنوات بالمحاكم ضد طليقته ينازعها على نفقة المحضونين الخمسة التي لا تتعدى 3000 شهريا مأكل وملبس ومشرب وأغراض للبيت. في الوقت الذي يضع بيد كل ابن او بنت من 3000 إلى 5000 شهريا ليكسب ودهم وولاءهم له ضد أمهم .. هذه المصروفات يعطيها الأب الغافل لأبناء وبنات أكبرهم 17 عاما وأصغرهم 12 عاما وكانت النتيجة لهذا الدلال المادي غير المبرر هو إدمان الابن الأكبر للمخدرات واصطحاب البنت البالغة من العمر 15 عاما لصديقات السوء اللاتي أفسدنها منذ عامين لكثرة المال بيدها. جاءت الأم المطلقة باكية شاكية من انها ما عادت تقدر على تربية الأبناء بسبب هذا التدليل المادي المستمر من أبيهم (طليقها). في الوقت الذي لا يعرف هذا الأب شيئا عن مدارسهم ولا بأي صف هم ولا يشاركهم بخروجات أو حوارات أبوية ولا يسأل من يصادقون ولا أين يذهبون. لدرجة ان الابن الأكبر المدمن عندما كان يتعصب لأنه يريد السيارة لقضاء بعض حاجاته المشبوهة، كان الأب يسلمه سيارته هو ليقودها الابن دون ترخيص. أو يصالحه أحيانا بزيادة المصروف الشهري ليسكته عن ثورته بالبيت، ويوافقه على بياته أو سفره بهذا السن لمدة أسبوع خارج البلاد مع أصدقاء السوء . وإذا نصحت الأم وذكرت الأب بأن ابنهما هذا طالب لديه دوام مدرسي وأنه لا يجب التساهل في ذلك، رفض الأب نصحها قائلا لها: انا لن اجبره على الدراسة وأنا لست قادرا عليه ..اتركيه يخرج طاقته بعيدا عنا وعن البيت. قلت: إن هذا الأسلوب بالتربية خاطئ وخطير، فالعطاء المادي سلاح ذو حدين خاصة مع أبناء لا رقيب عليهم ولا حسيب ولا اهتمام من والدهم. هم في سن حرجة وأنت وحدك كأم لهم لا يمكن ان توجهي وتربي، خاصة أن الأب يعمل عكس التيار ضدك ويكسب الأبناء معه بالصرف والسخاء المادي بنفس الوقت الذي يحاربها فيه (الأب) طليقها على النفقة بالمحاكم . تقول الأم : "كادت ابنتنا المراهقة أيضا أن تتعرض لحالة تحرش لولا لطف الله بها وبنا، وتعرض ابننا الأكبر هذا للسجن لمدة ستة أشهر بسبب المخدرات". وتضيف "مشكلتي اليوم أنني أحاول ان احتوي الثلاثة الباقين وأحميهم من التأثر بتلك المآسي التربوية والنفسية لكن والدهم الجالس أمامكم الآن مع الأسى والأسف يهدم كلما بنيت ويحاربني على النفقة ويستأمنهم على النفقة اكثر مني والنتيجة تفلت الأبناء". توجهت إلى الأب (المطلق) بالحديث قائلا له: أيها الأب الكريم أنت تدرك مدى ما وضعت أسرتك فيه من مشاكل وأغدقت بالمال ظنا منك انك بذلك ستسعدهم .أليس كذلك؟ قال: ظننت ان مالي سيسعدهم ويجعلهم لا يحتاجون لمخلوق. قلت له: ولكنك تغافلت عن أخطر نقطة وهي متابعتهم ومراقبة تصرفاتهم فالدين يعلمنا ( أن كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) فليس بالمال والمصروف وحده يربى الأبناء. هل لو كان لديك شركة بها مجموعة من الموظفين هل ستترك كل منهم يأتي وقتما يشاء وينصرف وقتما يشاء وينجز ما يشاء من عمل ويترك ما يشاء؟ ام انك ستضع ضوابط لهم تحكم العمل وتخرجه بأحسن صورة؟ كذلك البيت والأسرة والأبناء يحتاجون لحسن ترتيب منك ومتابعة . واعلم أخي الكريم أن أخطر عوامل الهدم للأسرة بعد الطلاق أن تتصارع مع أم ابنائك وان تجيّش الأسرة وتقسمها فهذا الابن معي وتلك البنت مع امها. بذلك التصرف أنت لا تربى ..وجعلت نفسك في نظرهم بنك لصرف الأموال وليس أبا لتقويم النفوس وتهذيب الأخلاق .