تقول جميلة إنها بدأت أول حمية في حياتها حين كانت في السابعة عشرة، رغم أنها لم تكن بدينة ولكنها أحبت أن تتبع حمية لأنها بدأت تلاحظ تغير جسمها لمرحلة النضج ولم تكن تحب زيادة حجم صدرها وحوضها، واعتقدت أن الحمية ستسيطر على ذلك. كانت جميلة تحب جسدها النحيل بل إنها فخورة فيه، ولكنها أدركت أنها لو سمنت فلن يكون لديها شيء مميز في جسمها وحياتها يلفت نظر الآخرين. كان تقديرها لذاتها ينبع من جمال جسدها، وقد أدى بها هذا الهوس إلى زيادة في الوزن بدلا من النقصان، فقد أصبحت مدمنة حميات متقطعة لدرجة أنها تهجم على الطعام كلما انتهت من واحدة. أجل هذا ما يسمونه اضطرابات الطعام التي أدت إلى زيادة وزنها إلى الضعف، وبدلا من الفتاة النحيلة الرهيفة أصبحت ممتلئة على نحو نغص عليها حياتها اليومية وثقتها بنفسها. شعرت جميلة أنها دخلت حلقة مفرغة من الحميات والأكل ولذلك لجأت إلى طبيب تطلب المساعدة، والذي كانت نصيحته الأولى إيقاف كل الحميات تماماً. وأن تتحول إلى شخص طبيعي في الأكل تأكل بكميات قليلة ولا تحرم نفسها من شيء وتلعب الرياضة لخسارة وزنها. عادت جميلة من عيادة الطبيب فقد ترك لها الخيار لتتبع نصيحته أو تظل طيلة عمرها هكذا في حرب مع وزنها، وهي حرب لا حل لها إلا بالأكل المتوازن والرياضة وأي حميات قاسية ليس لها معنى لأنها تدخلك في الدوامة نفسها ما أن تنتهي منها. توضح جميلة "كان هناك صوت داخلي يرجوني أن أعتني بنفسي وأن أتوقف عن تعذيبها، وأن كل ما علي هو الكف عن التفكير بجسمي كأنه كل شيء". وهذه هي قائمة الأشياء التي فعلتها والتي أعطتها نتيجة سحرية فعلا في وزنها وشكلها: # حسنت علاقتي بأمي وأخواتي وقد ساعدني ذلك على الشعور بالراحة النفسية، فقد كانت بيننا خلافات توترني. # بدأت أطبخ في البيت ولا أتناول الطعام في الخارج. # بدأت أخرج بشكل منتظم للتنزه في الحديقة وزيارة صديقاتي بدلا من الجلوس وحدي أمام التلفزيون وتناول المكسرات والشيبس. # صرت اعتني بمظهري وارتدي أجمل الثياب حتى بوزني الزائد، فقد كنت في الماضي أخجل من وزني وأرتدي أي شيء لكي لا ينتبه إلي أحد. # لم أذهب لمركز الرياضة لأنني أكرهها وفتشت عن أنشطة أحب فعلها بدلا منها فانضممت لنادي تعليم الرقص الشرقي، وأصبحت أتنزه أكثر. النتيجة أن جميلة وصلت إلى وزن لم تكن تحلم به من دون حمية قاسية. واستغرقها الأمر شهورا قليلة من الحياة والعيش بسلام وتصالح مع الذات والآخرين.