من منا لم يضطر في حياته إلى التعامل مع أشخاص من ذوي الطباع الصعبة، منا من يكون أخيها أو أختها، ومنا من يكون زوجها، ومنا من تعاني من مديرتها أو مديرها ممن يكون مزاجهم صعب الإرضاء ومتشبثين برأيهم. وبقليل من الحيلة والذكاء يمكن التعامل مع هؤلاء الأشخاص من دون الوصول إلى لحظة انفجار معهم. وفي الحقيقة إن هناك عدة أنواع من الشخصيات الصعبة ولكل واحدة طريقة في تعاملها. الشخصية الأولى التي ترغب دائما بأن تشعرك بالذنب: مثلا أن تقف زوجتك تغسل الصحون وتقول لك بعصبية: أجل إذهب وشاهد التلفزيون بينما أنا وقفة أغسل الصحون. أو أن يقول لك زوجك: طبعا إذهبي مع صديقاتك في الويك إند واتركيني مع الأولاد في البيت (رغم أنك نادرا ما تفعلين ذلك). المهم أن هذه الشخصة تجد طريقة لتعكير صفوك وتمن عليك في كل شيء تفعله. الحل: يحاول الشخص المقابل إيقاعك في شعور الذنب، وهذا الشخص يفعل ذلك لأن لديه نقص في تقديره لذاته. ولكي يتم قطع الطريق عليه اسأله بشكل مباشر: "هل تريد أن أساعدك أكثر؟" أو "هل يمكن أن تقولي بالضبط ما تريدين؟"، "ربما لا أستطيع أن أفهم تلميحاتك لكن اطلبي ما تريدين وسأفعل ما بوسعي لتنفيذ طلبك". الشخصية الثانية تعمل مثل لوحة التسجيل: إنها لا تقول شيئا ولكنها تظل تحفظ لك الأخطاء صغرت أو كبرت مثل آلة تسجيل. وحين تحين اللحظة المناسبة تخرج القديم والجديد. مثلا" كان يجب أن أعرف أنك ستتاخر على العشاء، أنت لم تتصل تماما مثلما فعلت الأسبوع الماضي حين تأخرت بعد الدوام ولم تخبرني لماذا". الحل مع هذه الشخصية هو الصرامة الأنيقة وبلباقة. أولا أن تعتذر عن تسببك في إزعاجها، وقل لها "أفضل أن تخبريني كل مرة ما يزعجك لا أن تجميعهم لتنفجري بهم مرة واحدة، في المرة القادمة لن أقبل أن تكرري ما كان أزعجك في وقت سابق، سأتصرف كأنك لست موجودة ولن أخبرك عن أي شيء بعد اليوم". الشخصية اللوامة: إنها لا تكف عن اللوم والتقريع والوصف بصفات التقصير التي تشعر الآخر طيلة الوقت أن إرضائها مستحيل. يستعملون تعبيرات مثل: لقد خيبت أملي، فاجئتني بتصرفك، أنت دائما تأتي متأخراً. مع هؤلاء الشخصيات يلزم نفس عميق وقل "أجل أنا أتأخر لكن لدي ظرف يسبب ذلك، وعلى أي حال أنا أعوض التأخير في المساء، أو في العطل الأسبوعية". أو مثلا: نعم أعرف أن خروجي مع أصدقائي اليوم لن يعجبك، لكني سأفعل لأني أرغب بذلك وأحتاج لتغيير الجو، أنت أيضا اذهبي مع صديقاتك ما المشكلة في رأيك أرجو أن تقولي لي بشكل منطقي وواضح؟ أخيراً، الشخصيات الصعبة عموما تميل لتعقيد حياة الآخرين، ولا بد أن تشعر بلحظة الخطر وبأنها استنزفت صبرهم وطاقتهم. أفضل شيء الوضوح كمواجهة لأن هذه الشخصية تجد الغموض أرضا خصبة، وعند سؤالها عما تريد بصراحة ترتبك، فهي تريد فقط أن تجعل حياتك أصعب، ولن يكون بوسعها التنكر خلف عباراتها التي تتمسكن بها أو تؤلم بها أو تحقق في تفاصيل يومك من خلالها. الوضوح خير دواء والسؤال ما الحل في نظرك؟ ماذا تريدين فعلا؟ أو ماذا تريد أن تقول بوضوح؟ إن كان هناك تقصير من طرفي أرجو أن تخبرني به بشكل واضح من دون تلميحات ووجه عابس.