عادة ما يكون الحديث عن النرجسية بوصفها سلوكاً ذكورياً أكثر منه أنثوي، لكن الحقيقة إنه اضطراب قد يعيشه الرجل أو المرأة ويترك الآخرين من حوله مجروحين بسبب سلوكه النابع من نرجسيته. لكن هناك فرق في السلوك النرجسي بين الرجل والمرأة، وهذه بعض من السمات التي تنعكس على المظهر والعائلة وغيرها من جوانب الحياة اليومية. المظهر: تعتقد الشخصية النرجسية أنها جذابة وتفعل كل شيء لتكون محط الأنظار، وبينما يحاول الرجال أن يجمعوا بين مظهرهم الجذاب والعمل على تحقيق أهداف عملية تزيدهم جاذبية في عيون الناس، تحاول المرأة أن تسيطر على غيرها وتمارس غرورها. وأغلب النساء النرجسيات مهووسات بمظهرهن، ومنهن من يمكن أن تذهب لإجراء عملية تجميلية لتكون كاملة. الإغواء: النرجسيون من الرجال والنساء موهوبين في ممارسة الإغواء، لكن كل منهم يقوم به بطريقة مختلفة. الرجال يستخدمون سحرهم وطريقة الجنتل مان، والنساء يستخدمن أنوثتهن، بل وتميل بعضهن إلى ارتداء ملابس مثيرة طيلة الوقت بهدف تحقيق هدف معين. الثقة: الثقة الزائدة بالنفس لدى النرجسيين تأتي من اعتقادهم أنه "مميزين" عن غيرهم فتجد المرأة دائما حين تقارن نفسها بغيرها تجد أنها الأجمل والأفضل والأقوى، لا يمكنها أن ترى عيوبها فهي في نظر نفسها متفوقة دائماً. النقود: يعتقد النرجسيون أن المال هو الذي يمكن أن يحقق السعادة ويجلب النجاح والمكانة والهيمنة على الآخرين فعلا، إنهم يؤمنون بذلك ويعتمدون عليه، بالنسبة للرجال فهم منشغلين دائماً بتجميع المال بأي وسيلة حتى وأن كانت سرقته من أحد أفراد العائلة، وبالنسبة للنساء يستمتعن بإنفاقه دون حرج أو ندم. الإخلاص: إذا عجز الرجل النرجسي عن الحصول على انتباه كل من حوله واهتمامهم يبدأ بالبحث عنها في علاقة أخرى، كثير من الرجال النرجسيون يخونون زوجاتهم، أما المرأة فتبحث عن أي تعويض في محادثات الفيسبوك أو لفت انتباه الناس في جدارها بنشر الكثير من صورها المغرية وانتظار التعليقات، أو حتى المبالغة في الاهتمام بنفسها. يريد النرجسي والنرجسية أن يشعر الشريك بالخوف من أن يفقده الآخر أو يتركه أو يخونه لكي يحصل على المزيد من المشاعر والوقت والجهد من الآخر. الأطفال: الآباء النرجسيون والأمهات النرجسيات يختارون طفلا من أبنائهم يدللونه أكثر من أشقائه وينظرون إليه كانعكاس لهم، ولكن هذا لا يمنع أن الرجل النرجسي يغار من اهتمام زوجته بالأبناء أكثر منه وقد يعبر عن ذلك بطريقة معاملتهم. أما الأم النرجسية فتعشق الهيمنة على حياة أبنائها فهي ترى فيهم امتدادا لشخصيتها وخياراتها في الحياة، لذلك تتدخل في كل كبيرة وصغيرة حتى حين يكبرون. هل يمكن أن يتغير الإنسان النرجسي؟ طرحنا هذا السؤال على الطبيبة النفسية تمارا بيل فقالت إن كل إنسان يستطيع التحكم بصرفاته حين يدركها، ويدرك أبعادها وأسبابها ولذلك وُهبنا العقل، التفكير في أفعالنا بعمق يساعد كثيراً. ثم حين يفهم النرجسي تماما حجم الضرر الذي يلحقه بالآخرين من أعزائه في الأسرة أو الأصدقاء، فلا شيء يجعل الإنسان يراجع نفسه مئة مرة قبل أن يسلك أي شيء مثل فهمه للألم الذي يسببه للآخرين. لذلك إذا كانت الشخص النرجسي غير منتبه ولا راغب بالسيطرة على نفسه فهناك حاجة ماسة لأن يدرك حجم ما يلحق بمن حوله من أذى بسببه. ويكون ذلك بالعقاب أو التجاهل كما يكون بالتحدث إليه وتوضيح موقف الآخرين من تصرفاته. وتدعو بيل كل امرأة إلى مراجعة ذاتها أولا بأول، وبشجاعة، وإن لم تكن قادرة على التغير فلا بد أنها قادرة على التحكم بتصرفاتها وكلما رأت نفسها تنجرف في هذا الموقف أو ذاك أن تتصرف عكس ما يتوقعه الآخرون من شخص نرجسي.