حتى وقت قريب لم يكن أحد ليتصور أن التقنية ثلاثية الأبعاد ستأخذ العالم إلى نفطة جديدة، نحن نقرأ عن هذه الطابعة وننظر إليها دون أن ندرك أهمية ما وصلت إليه البشرية. الآن دبي ستدخل العمارة المستقبلية وتدخل معها بناء المدينة في مرحلة جديدة تماماً، فقد أُعلن أمس عن تأسيس  أول مبنى مكتبي باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد طولها 20 قدماً، هذا هو المبنى المكتبي الثلاثي الأبعاد الأول في العالم كله. ستكون مساحته ألفي متر مربع وسيطبع طبقة طبقة، وسيتم تجميعه في دبي في أسابيع قليلة، وفق ما يقوله فريق العمل القائم على المشروع. أما الأثاث الداخلي بكل ما فيه من تفاصيل وقدع فسيتم بنائه أيضاً بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي من المفترض أن تستخدم فيها مواد الإسمنت والزجاج والبلاستيك. من المتوقع أن يكون هذا المشروع وهذه المكونات التي سيتم العمل بها أكثر بناء متقدم حتى اليوم في استخدام هذه التقينة في العمارة. بدوره بيّن معالي محمد عبدالله القرقاوي، رئيس اللجنة الوطنية للابتكار، خلال الإعلان أمس عن مشروع، أن الإمارات ماضية في أخذ موقعها على واجهة المستقبل معتمدة على توظيف الثورات التكنولوجية في كل ما له أثر على الارتقاء بحياة الإنسان وتطوير القطاعات المختلفة بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار. وأكد القرقاوي أن "المشروع يعكس رؤية قيادتنا في دبي"، مبيناً أنه "سيشكل هذا المشروع بداية لتحولات جذرية خلال السنوات المقبلة في عالم التصميم والبناء، حيث ستساهم تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في تقليل عنصري التكلفة والوقت، العنصرين الأهم بالنسبة للمشاريع الإنشائية. وعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا كانت مجرد فكرة تراود خيال البعض إلا أنها تتحول اليوم إلى واقع حقيقي وملموس، كما سيشكل هذا المبنى المكتبي المتكامل تجربة واقعية لمدى جدوى تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد مما له الدور الكبير في إعادة ابتكار قطاع البناء والتصميم من خلال نقل هذه التكنولوجيا إلى نطاق التطبيق". وأضاف القرقاوي: "نريد أن نبني على التجربة التي تتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار لنستفيد من التكنولوجيا في ما يخدم الناس ويسهل حياتهم، ونريد أن نستفيد منها في التعليم والصحة وكل المجالات بما يحقق الفائدة والسعادة للإنسان والإنسانية".