تداولت وسائل الاعلام مؤخراً عن وسيلة حديثة لإنقاص الوزن عن طريق حقن جدار المعدة بالبوتوكس باستخدام منظار الفم، علماً أن هذه الطريقة قد جربت منذ أكثر من 10 سنوات ولم تلق رواجاً لاختلاف النتائج. وقد أعطيت صورة خاطئة عن مدى فاعلية هذه العملية بإنقاص الوزن بما يزيد عن 20 كغم، وأنه ممكن أن تجرى لكل درجات السمنة ويمكن أن تحل محل عمليات السمنة التقليدية وهو ما تنفيه نتائج الأبحاث العلمية. وأكد الدكتور فواز تراب، استاذ مشارك واستشاري في الجراحة ونائب رئيس الجمعية الخليجية لجراحة البدانة ورئيس قسم علاج السمنة في مستشفى الأكاديمية الأميركية للجراحة التجميلية أن المعلومات المنتشرة عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن مدى فعالية هذا العلاج خاطئة ومبالغ فيها ولا تفيد المرضى الذين يعانون من السمنة. وقال الدكتور فواز تراب لموقع "أنا زهرة": "لقد قمنا بمراجعة الدراسات الطبية ونتائجها العلمية الصحيحة وآخرها الدراسة الشاملة من قبل الدكتور بانغ من كوريا الجنوبية في عام 2015 حيث قام بجمع كل الأبحاث المنشورة على 115 مريضاً، اعطي منهم فقط 79 مريضاً معالجة بالبوتوكس، وقد أجريت خمس دراسات عشوائية مقارنة وحدث نزول وزن لم يتجاوز بشكل وسطي اكثر من 3-12 كغ في أحسن الدراسات وفي بعضها لم ينزل أي وزن يذكر وتعتمد الفائده على مساحة سطح المعدة المحقون وعدد الحقنات". واضاف الدكتور بأنه يجب تقييم هذه الطريقة على المدى البعيد وعدم استعمالها بشكل روتيني على كل مرضى السمنة، وإعطاء المريض فكرة واضحة عن مدى فاعلية هذه الطريقة فهي لن تكون أبدا بديلاً عن جراحة السمنة التقليدية وخاصة بالنسبة للمرضى الذين يتجاوز نسبة كتلة الجسم لديهم اكثر من 35 كغ/م2. كما نصح الدكتور بعدم التأثر بالاعلانات المنتشرة على مواقع الانترنت التي تتحدث عن نتائج غير واقعية لهذه الحقن وتجنب الخضوع لمثل هذه العمليات واستشارة اخصائيين في التغذية وعلاج السمنة لحل هذه المشكلة التي تجتاح مجتمعنا. تتحول السمنة لمرض خطير عند زيادة نسبة دهون الجسم لأكثر من 30 % من الوزن الكلي للجسم نتيجة تراكم الدهون فيه وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم وتعتبر السمنة من الأمراض المزمنة والمعقدة مثلها مثل مرض السكر والضغط المرتفع. وتعتبر السمنة المفرطة من أهم الاسباب لمرض السكري وأمراض القلب والمفاصل والدوالي، حيث كدت الاحصائات الحديثة أن 19% من سكان دولة الامارات العربية المتحدة يعانون من مرض السكري بسبب ارتفاع عدد المصابين بالسمنة المفرطة وقلة النشاط الجسدي وكما ذكرت الاحصائيات أيضاًأن 80% من المصابين بمرض السكري يعانون من البدانة. يحتاج مرض السمنة وقتاً طويلاً لعلاجه ولفريق طبي متكامل ومتخصص في جراحة البدانة، وجراحة التجميل والترميم واخصائيين في التغذية لتقديم خدمة شاملة للمرضى قبل وبعد الجراحة للحصول على أفضل النتائج الممكنة.