بعض الشخصيات تهبها الحياة الفرص واحدة بعد الأخرى، وتظل تعيسة مهما حدث. بعضها إن لم يكن لديها مشاكل تظل تحس بأنها أقل من الآخرين وأنها حزينة وأن الكثير ينقصها. وعادة ما يكون هناك ضعف في معدن هذه الشخصية يحتاج لمواجهة مع الذات وجرأة على السؤال والإجابة. وفي الحقيقة إن مساءلة الذات والتعرف على عيوبنا عمليات تفكير عميق قلما نقوم بها، فمعظم الناس تعتبر نفسها كاملة ومراجعة الذات مهمة يقوم بها قليلون. ولهذه الشخصيات صفات كثيرة ومشاكل نوردها هنا كنوع من قائمة تساعدك في قراءة نفسك. تقدير الذات يسمونه تقدير الذات، وهو من أهم محاور الشخصية التي يبنى عليها الكثير من العلاقة الصحية أو المرضية مع المحيط من حولنا. والقاعدة النفسية واضحة وتقول إن كان تقديرك لذاتك متدنياً، فلا تتوقع أن تحدث لك الأمور الجيدة، ولا حتى أن تحدث لك أمور عادية معقولة. حتى إن صادف وحدث لك أمر جيد ستعتبر أنه غلطة في حياتك وأنت ترثي لنفسك طيلة الوقت. وتعتبر نفسك ضحية طيلة الوقت. هل تتعس الآخرين وتتعس نفسك؟ والسؤال الذي لا بد أن تطرحه وتطرحينه على نفسك هو: هل تجلب شخصيتك لك التعاسة أم السعادة؟ وهل تجلب السعادة للآخرين أم التعاسة؟ قلما يسأل الناس أنفسهم هذه الأسئلة، إنهم ينتمون إلى عائلات لا يفكرون إلا في أمورها المادية وتأمين عيشها. وهو أمر مهم ولا شك، ولكن هل فكر كل واحد منا في أن يكون سببا في سعادة الآخرين النفسية؟ هيمنة ودراما إذا ظللت تبحثين عن السطوة والهيمنة على الشريك، وإذا ظل هو يسعى لجعلك تركضين خلف رضاه بلا طائل، فلا بد أن في الأمر خلل ما. ربما أحدكما ليس جديراً بحياة عائلية، فهي نعمة لا بد من الحفاظ عليها ومداراتها، وكذلك علاقات الحب التي تحب أن تلعب فيها دور الدراما طيلة الوقت وتبحث عن المشاكل فإن لم تجد ستبتكر واحدة. تستكثر على نفسك السعادة وتشك فيها فتهدمها بيديك. الطفولة المعذبة إذا لم تعش طفولة عادية أو تربيت في حضن عائلة تعيسة وعنيفة، فإن هذا الأمر لا رجعة فيه للوراء.. الماضي لن يعود ولا يمكننا إصلاحه، لكن يمكن إصلاح الحاضر. عادة ما يشعر أصحاب التاريخ العائلي القاسي بأنهم لا يستحقون السعادة. وأنهم غير مؤهلين ولا مستحقين لنيل الرضى عن الذات، لذلك لا يمكن إرضائهم من قبل الشركاء. فتجد من حولهم يشعر بتعاسة معهم رغم الحب الذي يجمعهم، لأن إرضاء هذه الشخصية مستحيل، وحتى رضاها عن نفسها، وهذا شعور متعب ينفر من حولك حتى المحبين. السيء دائماً يصبح الأسوأ الشخص الذي ينجح في إتعاس نفسه هو السلبي، والذي إن حدثت مسألة مهما كانت صغيرة يجعلها كبيرة. وأي جهد مبذول هو بلا قيمة لأن لا شيء يتحقق له والحظ السيء يلاحقه. ويظل يسأل نفسه وأصدقائه: مالذي ينقصني؟ لماذا تزوجت فلانة وأنا لم أتزوج؟ لماذا حصل فلان على ترقية وأنا لأ؟ لماذا أنا أقل من الناس؟ نتيجة فكر في الأمور السابقة بجرأة فلا أحد سيراك وأنت تفكر وتواجه نفسك. ربما يجدر أن تذكر نفسك أنك تستحق الأفضل وأن الحياة الجيدة بانتظارك كل يوم، وأن الشخصية المتفائلة تجلب الحظ لنفسها ولا ينبغي للتشاؤم أن ينعكس على إيمانك بنفسك وبأن الفرصة بانتظارك. راقب لغتك وكلما رأيت نفسك تغلق في لغة سوداوية وأفكار سيئة عن نفسك تجنبها وقل شيئاً آخر عكس ما كنت تنوي أن تقول.