بات العديد من أطفال المستقبل في خطر مع عزوف بعض الشبان والشابات عن الخضوع لفحوصات ما قبل الزواج، متذرّعين بدراسة تفيد بأنّ نسبة احتمال ولادة طفل ذي عيوب خلقية من أبوين تربطهما علاقة نسب، قد لا تتعدى الـ 6%. وعلى رغم أنّ الخبراء والأطباء والفقهاء يشيرون إلى أنّ لا أحد يستطيع منع الذين يرغبون فى الزواج وإنجاب الأطفال من ذلك، إلا أنّ الفحوصات الطبية تعتبر ضرورية للمقبلين على الزواج. ويشمل دور الطبيب في هذه الناحية إعطاء الاحتمالات والترجيحات في مسألة إصابة الأولاد بأحد الأمراض، بخاصة في حال وجود علاقة قربى بين الثنائي. فما هي فحوصات ما قبل الزواج؟ تنقسم فحوصات ما قبل الزواج إلى ثلاثة أقسام يتمثل أهمها في الفحوص الرامية إلى معرفة الأمراض الوراثية التي قد ينقلها الاثنان إلى أولادهما. كما هناك الفحوصات الرامية إلى معرفة قدرة العروسين على الإنجاب، وأخيراً الفحوصات التي تهدف إلى اكتشاف الأمراض التي قد تنقلها العلاقة الجنسية إلى أحد الشريكين. وتكمن أهمية الفحص قبل الزواج في البحث في تاريخ العائلة المرضي والأمراض الوراثية التي يمكن الإصابة بها كوجود حالات وفاة الأجنة بسبب عيوب خلقية أو إجهاض متكرر أو وجود إعاقات مثل الخلل في السمع أو البصر أو النطق وحتى التأخر في التحصيل العلمي. وقد أثبتت الدراسات أنّ هناك طفلاً واحداً من كل 25 طفلاً يصاب إما بمرض وراثي أو بعيب خلقي أو تأخر عقلي ناتج عن خلل فى الجينات أو عن عوامل وراثية رغم أن الأمراض الوراثية كثيرة جداً ويصعب الكشف عنها كلها في الفحوصات، نظراً إلى عدم وجود تحليل لها. ليس هذا فقط، فمن شأن الفحوصات تعريف العروسين إلى نسبة حدوث الحمل حتى يتمكن الثنائي من اتخاذ القرار سواء بتعجيل الحمل أو تأجيله. لكنّ التحاليل لا تستطيع اكتشاف الشخص الحامل للمرض بشكل دقيق، بينما هناك العديد من هذه الأمراض الناتجة عن خلل في الجينات (يصل عددها إلى حوالى 30 ألفاً) ما زالت غير معروفة ولم يتم اكتشافها بعد حتى بالتحاليل. بين المرأة والرجل! من جهة الرجل، تشمل الفحوصات تحديد فصيلة الدم، وعامل البندر والتحليل الرامي إلى معرفة ما إذا كان الدم موجباً أو سالباً (يعتبر مهماً لحياة الجنين وهو في رحم أمه) إضافة إلى مستوى الهيموغلوبين، ومستوى السكر في الدم، وفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي B، والإيدز، وتحليل مرض الزهري وتحليل السائل المنوي. أما لناحية المرأة، فيضاف إلى ما سبق تحاليل فيروس الحصبة الألمانية وهرمونات الإستروجين والبروجيستيرون.