قام الفنان الفرنسي ديديه نير بتخيل دبي بطريقة مختلفة، المدينة التي تتميز ملامحها بالمستقبلية ويسودها التقدم الرقمي والتكنولوجي يجعل منها الفنان نوستالجية بملامح "فنتاج" وكأنها باريس في الخمسينيات. وفي معرض الصور الفوتوغرافية الذي جاء بعنوان "امتدادات متخيلة" ويعرض في السوفوتيل في ممشى الجميرا بدبي حتى يوم 31 تموز/ يوليو يمكن مشاهدة دبي أخرى لم تكن يوماً، ولن تكون هكذا إلا في صور نير. يحتوي المعرض الفوتوغرافي على 25 صورة، كل واحدة منها هي واقع محتمل كان يمكن أن يكون في أزمان مضت، لكنه ماض لم تعشه دبي فهو ينتمي لثقافات أخرى. لكن الفنان هنا يجعل الصورة تحل محل الذكريات، حتى تبدو كأنها حدثت فعلاً. يقوم الفنان بتصوير مقاطع من دبي ثم يعيد تركيب الصور وتصميمها من جديد. نير أصلاً يعمل في العمارة وفي تصميم مواقع الأفلام والسينوغرافيا، وقد استلهم فكرته من عمله في السينما، فقرر إعادة ترتيب المدينة في رأسه كما لو كانت خارجه من فيلم من أفلام الزمن الجميل. يريد نير أن يقول إنه إن لم يكن هناك خيال فلن يكون هناك واقع، لذلك يصنع لدبي في ماضيها واقعاً بمفردات جمالية جديدة وجميلة. يركز الفنان في تركيب هذه المفردات أن تشبه دبي باريس في حقبة الخمسينيات والستينيات وهناك بضعة لقطات من الأربعينيات. وقد تخيل بعض اللقطات فعلاً مستلهما لقطات من أعمال فنية وأفلام شهيرة بالأبيض والأسود. من الصور الجميلة والملفتة للنظر صورة بعنوان "جميلات النهار" والمستوحاة من عمل نفذه الفنان الهنغاري ألكسندر ترونر سنة 1961. في الصورة مجموعة من النساء الجميلات بالملابس الأنيقة الكلاسيكية واقفات جنبا إلى جنب في الطريق. كل واحدة من صور نير تلتقط تفصيلا ومن خلاله تبني جزءا من ذاكرة دبي المتخيلة.