لطالما أظهرت الدراسات الغربية أنّ أطفال المطلّقين بحاجة إلى المساعدة النفسية بنسبة 35 في المئة أكثر من غيرهم. ليس هذا فقط، بل بيّنت الدراسات أيضاً أنّ احتمال محاولات الانتحار لدى هؤلاء قد يبلغ الضعف مقارنةً بالأطفال الآخرين. لا شك في أنّ أثر الطلاق قد يكون مؤلماً على المطلّقة أكثر منه على الرجل لأسباب عدة، منها نظرة المجتمع التي تعتبر المرأة مسؤولة عن الطلاق، والعودة إلى كنف الأهل بعدما كانت الزوجة قد استقلت في بيتها. وبالتالي يكون الطلاق راحة من جهة، وزيادة في الضغط من جهة أخرى. وما على المجتمع سوى تذكير المطلّقة بما حدث أو بما كان الأنسب لها كأنّه أدرى منها بمصلحتها. عامل آخر قد يزيد الضغوط على المرأة بعد الطلاق هو حرمانها من أولادها أو رمي الحمل بالكامل عليها، فيكون الرجل الحاضر الغائب الذي لا يمكن الإتكال عليه لأنّه باختصار بلا جدوى، والأهم أنه يجهل في أمور الأولاد ومستلزماتهم وحتى طباعهم، مما قد يؤثر في نفسية الأولاد. بالتأكيد تحقيقنا لا يشمل جميع المطلّقين والمطلّقات، بل نسبة كبيرة منهم. وإذا كانت هذه الفئة رأت في الطلاق الحلّ الأمثل، إلا أنّها وجدت فيه أيضاً مسؤولية كبيرة متلازمة مدى العمر. لكن ليس بعد اليوم، صحيح أنّ كلّنا معرّض للفشل، لكن هذا لا يعني أن يصبح الفشل ملازماً للمرأة طوال حياتها. فكيف ولماذا على الزوجة أن تستريح بعد الطلاق؟ "أطفالك بأمان وسيتمكن طليقك أو زوجك السابق من رعايتهم أفضل رعاية في مختلف أعمارهم"! نعم هذه ما بينته دراسة حديثة أوردت أنّ الشعور بالسعادة والرغبة في قضاء أحلى الأوقات واللحظات مع الأولاد من دون وجود الزوجة أمر ممكن والرجل قادر عليه. الرجل يمتلك عقلاً عاطفياً وأشارت دراسة أميركية إلى أنّ عقل الرجل يتأثر تماماً مثل عقل المرأة عند قضاء الوقت مع الأطفال. وبيّنت الدراسة أنّ الرجل يمتلك القدرة العاطفية على رعاية الأطفال، إذ تزيد درجة تفاعل المنطقة الرمادية في دماغ الرجل نتيجة التعامل اليومي مع بكاء الطفل وتلبية احتياجاته الضرورية. كما أنه يستطيع أن يشعر بهذه الاحتياجات لحظة بلحظة مثله مثل المرأة، على الرغم من الفارق بين قلبي الرجل والمرأة. ومن خلال تصوير دماغ 16 أباً لأطفال حديثي الولادة تراوح أعمارهم بين أسبوعين و4 أسابيع، أكدت الدراسة على زيادة معدلات التفاعل الحسي والعاطفي لدى الآباء، كما أنه تم إجراء الاختبار نفسه بعد مرور 4 أشهر. وأثبتت نتائجه أنّ الآباء أيضاً يتأثرون بأطفالهم تماماً كما هي الحال مع أمهاتهم. الطفل يتجاوب مع الرجل أيضاً وخلصت الدراسة إلى أنّ عقل الطفل يستجيب هو الآخر لعاطفة الرجل وينمو معها كما هي الحال مع المرأة. وانتهت الدراسة لتثبت أنّ الرجال يستطيعون القيام بكافة الأعمال المنزلية وتربية الأطفال بمختلف أعمارهم ورعايتهم أفضل رعاية. فما رأيك؟