ديننا يدعو إلى التسامح والرفق في التعامل مع الحيوان والطير والنبات، لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن هناك امرأة دخلت النار في هرة (قطة) لأنها حبستها فلا أطعمتها ولا سقتها، وذكر لنا أيضا أن هناك امرأة أخرى بغي (سيئة السمعة) دخلت الجنة وغفر الله لها بسبب أنها سقت يوما كلبا كان يلهث من شدة العطش .. إنها أخلاق ومعاملة جميلة أمرنا جميعا أن نتعامل بها مع الحيوانات والطيور. لكن السؤال هنا من الأولى أن يعامل بتلك المعاملة والرفق والحنان ؟ هل هي للحيوان والطير فقط؟ أم ان الأولى أن نتعامل بها مع البشر كل البشر وأخاصة ( الابناء والوالدين والزوجة) . ما رأيكم في رجل يتعامل بمنتهى الرقة والحنان على قطة أو كلب أو طائر بنفس الوقت الذي لا ترى منه زوجته وأولاده إلا القسوة والإهمال والإهانة؟ لدرجة أنه قد يقضى هذا الزوج أكثر من 10 سنوات يطعم طيوره بيده مئات المرات، ولم يتذكر مرة أن يضع طيلة 15 عاما لقمة في فم زوجته وإذا رفع يده يوما على فمها رفعها فقط ليكتم صوتها ونحيبها حين تطلب منه أن يحتضنها مثلما يحتضن طائره أن يهتم بها مثلما يهتم بطيوره. تقول الزوجة " عبير" :زوجي كثير المواهب فكل فترة تراه يجمع الطوابع البريدية ويوليها من اهتمامه وعنايته أكثر من بيته وأولاده وزوجته وتراه أحيانا يهتم بجمع الانتيكات والتحف وبعدها بعام أو عامين يتجه لجمع العملات وهكذا ويدفع في هذه الهوايات آلاف الدولارات وأخيرا اتجه من 5 سنوات لتربية الطيور مثل الببغاء والصقر وغيرها وزادت عنايته بها لدرجة أنه سخّرنا جميعا كزوجة وأبناء وبنات للتنظيف واعداد الطعام لها وشراء ما تحتاج إليه، حتى صارت بعض الطيور بحجم ابننا الصغير أو اكبر قليلا ومن شدة عنايته بطيوره تمنيت لو أني طائر مثلهم لكي يحتضني ويعطف على مثلما يعطف على طيوره ، اشتدت غيرتي من الطيور لأني أراه يتفنن في إطعامها وإسعادها في الوقت الذي يتفنن فيه في احتقاري وتعذيبي نفسيا، ربما لا يتذكرني بهدية من 15 عاما ويعطيني الأساسيات للبيت بطلوع الروح أما الطيور فكأنها زوجته يداعبها يلاطفها يغازلها ماوضع لقمة يوما في فمي ويجلس بالساعات يطعم الطيور بيده وياويلنا إن قصرنا يوما بطعامهم عندما يكون مشغولا بتجارته والله ما فكر يوما يعزمني على بيتزا أو كنتاكي وأراه يحضر تلك الوجبات معه لا ليطعمني بها بل ليطعم طيوره الضخمة منها، يسحق لها الفيتامينات ويخلطه بطعامها لتقوى ولم يفكر يوما يصحبني لطبيب إذا مرضت .. تخيل أصبت بالصداع النصفي وفقر الدم وامراض عدة بسبب معاملته وعمره ما قال لي: سلامتك .. فماذا أصنع يا سيدي تعبت وأريد الطلاق. الجواب: ليس الطلاق حلا بل الحل الوحيد يا سيدتي أن تشاركيه ما يحب لعله بحبك ما يحب يعود فيحس بك. ولكن اصبري عليه وفكري له في هواية جديدة تشاركيه فيها ويلين قلبه لك بها مثل الأعمال الخيرية أو مساعدة الفقراء أو حفظ القرآن أو أخذ دورات إنها هوايات تعلمه وبنفس الوقت ستشعره بالمسئولية تجاهك قولي له ان المرأة كالطائر تحتاج لحبك وحنانك حتى لا تطير من بين يديك وتهجرك كما هجرتها . قال الحبيب: إن لنفسك عليك حقا وإن لربك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه" وإياك والتسرع بطلب الطلاق.