كانت حاصلة على الماجستير من جامعة لندن، كانت في الثلاثين وكان اسمها سارة الشريف، وكل ما أرادته أن تتزوج من شاب عربي وأن تكون عائلة صغيرة وتبدأ حياتها. لكن عبد الله شقيقها الأصغر وأشقاؤها الآخرين لم يكن يرضيهم ذلك، رفضوا تزويجها رغم موافقة أبيها. كانت سارة قد رفعت قضية "عضل" على أشقائها، خاصة بعد أن قاموا بحبسها وتعذيبها عشرة أيام، وصدر حكم من المحكمة بتزويجها من خطيبها، لأنها ووالدها كانا موافقين على الشخص المتقدم لها. القاتل الذي يدرس هندسة الآلات الدقيقة في الجبيل، توجه إلى جدة لمقابلة شقيقته، عندما علم بصدور حكم من المحكمة يقضي بتزويجها من شخص عربي الجنسية؛ لثنيها عن قرارها بالزواج من هذا الشخص. وأشار في اعترافاته التي صادق عليها أمام هيئة التحقيق والادعاء العام، بعد تمثيله الجريمة، إلى أنه تمكن من مقابلة شقيقته، وطلب منها الرجوع عن رأيها، حسب ما أوردته صحيفة "عكاظ"، وبعد 4 أيام من تلك المقابلة، عاد إلى جدة بعدما مكث في منزلهم بالمدينة المنورة، حاملاً معه مسدساً ومتنكراً في زي باكستاني. وأوضح أنه انتظر شقيقته بجوار موقع عملها وعند وصولها تبعها حتى دخلت المبنى ولحق بها في السلم، وناداها باسمها من أجل أن يتفاهم معها للمرة الأخيرة، وفقاً لإفادته، لافتاً إلى أنه كان يعتزم قتلها منذ البداية إذا رفضت التفاهم معه. وأضاف بأنها عندما رأته حاولت الهرب إلى داخل المبنى، فلحق بها وأطلق عليها رصاصة أصابتها في ظهرها، وبعد سقوطها على الأرض، أطلق عليها 4 رصاصات أخرى ولاذ بالفرار؛ مغادراً إلى المدينة المنورة ليتوارى عن الأنظار، وبعد تلك الحادثة بأسبوع اتصل بأسرته التي تسكن في تبوك، وسلم نفسه للشرطة في أول أيام رمضان. من جهته، قال المدير العام لفرع الشؤون الاجتماعية رئيس لجنة الحماية بمنطقة مكة المكرمة عبدالله آل طاوي إن "حادثة القتل تمت عندما فاجأ شاب شقيقته، أثناء عملها في إحدى شركات القطاع الخاص، وأطلق النار على رأسها من مسدس كان يخفيه بملابسه"، وفقاً لصحيفة الوطن السعودية. وأبدى آل طاوي استغرابه من قتل فتاة تطالب بحقها الشرعي في الزواج، مضيفاً "الوزارة ماضية في حماية المرأة المعنفة إلى ما لا نهاية، ومنع أي عنف قد يطال الفتيات اللاتي يعانين من العضل والمطلقات، وكذلك النساء اللائي يتعرضن للإيذاء". وأفاد آل طاوي أن "الضحية تبلغ من العمر 30 عاماً، وقدمت للدار قبل أشهر محولة إلى جدة من خارج منطقة مكة المكرمة، بعد تعرضها للعنف والإيذاء على يد أشقائها، الذين منعوها من الزواج لعدم تكافؤ النسب رغم موافقة والدها، وقامت الاختصاصيات الاجتماعيات بالدار ببحث حالتها، وتسكينها". وأضاف أنه "بناء على رغبة الفتاة بحثنا عن عمل مناسب لها، وتم تعيينها مديرة بإحدى شركات القطاع الخاص بجدة نظير راتب جيد"، مشيراً إلى أنها حاصلة على شهادة الماجستير من جامعة لندن، وكانت تملك طموحا كبيراً. سارة الضحية أدت مناسك العمرة قبل مقتلها بيومين، كانت حريصة على العودة إلى عائلتها دون ضغوطات، مشيرةً إلى أنها طلبت من عدد من أقاربها التدخل لحمايتها. وكان الإخوة سابقا نصبوا فخاً للفتاة، بعدما أفهموها أنهم لا يمانعون من زواجها من خطيبها، واستدرجوها إلى منزلهم بدعوى إتمام التعارف مع ذوي العريس، إلا أنهم حبسوها في المنزل واستمروا في تعذيبها لمدة 10 أيام، لكنها تمكنت من إرسال صور توضح تعرضها للتعذيب إلى زميلاتها في مقر عملها، حيث تواصلت زميلاتها مع الشؤون الاجتماعية، التي تدخلت وأودعت الفتاة دار الحماية بمحافظة جدة. وقامت الفتاة بإقامة دعوى ضد إخوانها لمعاقبتهم على تعذيبها، فردوا بتهديدها وإرغامها على التنازل، وحاول بعضهم اختطافها قبل ثلاثة أيام من حادثة قتلها، إلا أن السائق التابع لدار الحماية أجهض المحاولة وأبلغ الشرطة.