قبل أن يبدأ رمضان، يقع الرهان من جانب الكثير من النقاد على الفنانتين غادة عبد الرازق وشيرين عبد الوهاب، كي تتنافسا على لقب «نجمة دراما رمضان 2015». وعلى الرغم من أن الأولى ممثلة وستكون نجمة قناة «أبوظبي»، من خلال مسلسلها «الكابوس»، في حين أن الثانية مطربة وستكون نجمة قناة «الإمارات» من خلال مسلسلها «طريقي». لكن هذا لا يمنع من القول إن الفنانتين تملكان إحساساً عالياً، يجعلهما أمام المشاهدين تبدوان وكأنهما لا تمثلان، بل تعيشان حياتيهما الواقعية، لاسيما في المشاهد التي سنرى فيها غادة وهي مرتدية الحجاب في عملها «الكابوس»، والمشاهد التي تظهر فيها شيرين وهي طالبة مراهقة في مسلسلها «طريقي». أيضاً القصتان اللتان اختارتهما كل من غادة وشيرين كي تقدماها في رمضان، تعدان مشوقتين ومؤثرتين في أحداثهما، وتؤكدان ذائقتيهما الفنية. فـ«الكابوس» تختصره غادة عبد الرازق بقولها: «الكابوس أمامي قائم.. قم من نومك لست بنائم. ليس، إذن، كابوساً هذا... بل أنت ترى وجه الظلم». في حين تعلق شيرين على «طريقي» قائلة: «سلكت طريقي ولا لن أحيد.. عزمت المسير بعزم الحديد». «زهرة الخليج» تابعت تصوير العملين، ورصدت الرجولة على طريقة غادة عبد الرازق في «الكابوس»، وقصة حب شيرين عبد الوهاب في «طريقي». لكن، أي الموضوعين سيكون مشوقاً أكثر للجمهور؟ وأي الفنانتين سينال عملها نسبة متابعة أعلى؟ كابوس غادة عبد الرازق يحكي مسلسل «الكابوس» رحلة (غادة عبد الرازق) الأم التي تبحث عن قاتل ابنها، متنقلة بين الماضي والحاضر ومروراً بالأشخاص الذين قد يكونون ارتكبوا الجريمة بدافع الانتقام، فنكتشف أنه استطاع أن يكون مجموعة من الأعداء نتيجة استهتاره وأنانيته ونتيجة تربية أمه الخاطئة له منذ صغره، التي أصيبت بصدمة كبيرة بعد مقتله. ومن خلال قصة ومعاناة الأم، يحكي العمل قصصاً أخرى لآباء وأمهات نجحوا وآخرين أخطأوا في تربية أبنائهم مع اختلاف أسلوب التربية والظروف الاجتماعية والاقتصادية لكل أسرة. إنها قصص قامت على الحب الزائد والعناية بالأبناء المبالغ فيها، وقصص أخرى عن تربية تشوبها السلبية.. وقصص قامت على الحزم والتعسف في إيقاع العقاب، ما أدت جميعها إلى نتيجة واحدة.. رجال ليسوا رجالاً. تدور تفاصيل «الكابوس» في الزمن الحالي، حيث تتفقد الأم «مشيرة»، تجسدها (غادة عبد الرازق)، صاحبة أحد أكبر المصانع المتخصصة في مجال تدوير البلاستيك، موقع فرز الزبالة قبيل عيد الأضحى بيوم لتوزيع اللحم على العاملين كعادتها.. ونلاحظ انشغالها بالاتصال بابنها (يجسده كريم قاسم)، وزوجها اللذين سافرا إلى شاليه الساحل لقضاء إجازة العيد، ولكن أياً منهما لم يرد منذ أن سافرا.. فتعقد العزم على السفر إليهما بعد انتهائها من تفقد المكان.. ثم تفاجأ بحالة من الهلع تصيب العاملين، إثر رؤيتهم لشيء ما في أكياس الزبالة. فهناك في أحد أكوام الزبالة ترى رأس ابنها. تمضي بنا الأحداث في إيقاع تشويقي إنساني لسرد رحلة بحث الأم مشيرة عن قاتل ابنها.. من خلال الانتقال بين الماضي والحاضر في شكل كوابيس تلاحقها.. لنتعرف إلى حياة الابن وعلاقته بأمه، وكذلك علاقته بمن حوله وإلى أخطائه التي وصلت في بعض الأحيان إلى كوارث.. وحرص الأم «مشيرة» دوماً على حماية ابنها بالتغطية على أخطائه وعدم تحميله مسؤولية أي منها. تلاحق الكوابيس «مشيرة»، لتحكي عن أحداث وقعت في ماضيها، كما أنها تربط بينها وبين الحاضر علاقة ما. من خلال الكوابيس التي يدفعها عقلها الباطن إلى السطح.. تكتشف «مشيرة» ونكتشف معها ما حدث في الماضي، وله علاقة بأسباب مقتل ابنها.. حتى نصل إلى الحلقة الأخيرة التي نرى فيها كابوس الجريمة. ما يريد المسلسل قوله لكل الأمهات، إنه إذا كانت غادة عبد الرازق «مشيرة»، قد حرصت منذ وفاة زوجها (يجسده باسم سمرة)، على النجاح في العمل كصاحبة أهم معمل تدوير للبلاستيك من القمامة.. كما تصورت أنها نجحت في تربية ابنتها زيزي وابنها فارس. لكن، ما تستعرضه الأحداث، يثبت فشلها التام في التربية، فقد حاولت أن تجعل من ابنها رجلاً (بمفهومها الضئيل لمعنى الرجولة)، إذ أعطته سلطة نافذة على ابنتها وعليها هي شخصياً في كثير من الأحيان، كما غفلت عن أخطائه وغطت على الكثير منها، بل شجعته على السلبية في أحيان أخرى بحجة حمايته.. فخسرته إلى الأبد. طريق شرين عبد الوهاب يحكي مسلسل «طريقي»، وهو دراما اجتماعية غنائية عن «دليلة» (شيرين) التي تحيا مع والدها الرومانسي (محمود الجندي)، والأم (سوسن بدر) الأرستقراطية والمتمسكة بأصول وتقاليد أسرتها، على الرغم من انتقالها مع زوجها وأبنائها للحياة في منطقة زراعية، فتتعامل على أنها سيدة القصر المتعالية، وقد استطاعت أن تورث هذا السلوك والانتماء فقط ابنها الأكبر. أما عن دليلة وشقيقها الأوسط، فهما أميل إلى بساطة وريفية الأب. لكن حب «دليلة» للغناء ورغبتها المستقبلية في احترافه، هي المنغص الأول في حياة أمها، والتي ترفض عشق ابنتها الوحيدة للغناء ورغبتها في احترافه. ومن هنا تبدأ معاناة «دليلة».. ومن ثم تبدأ رحلتها الصعبة من قصة حبها الفاشلة مع والد صديقتها، الرجل الأربعيني (يجسده الفنان باسل خياط) إلى بداية نجاحاتها الفنية ومعاناتها مع ابنتها. وبالحديث أكثر عن شيرين عبد الوهاب أو «دليلة» في هذا العمل، هي تعشق الغناء منذ نعومة أظفارها.. تحب الحياة، الرومانسية والمرح.. لم ولن تلتزم القوانين ولا العادات.. جل حياتها تريد إثبات أنها تستحق أن يسمعها الناس، لأنها تمتلك صوتاً ندياً، تعيش الحب، الخيانة، المجد والأمومة. إنها باختصار، «حـرة» إلى آخر لحظة في حياتها. وبالتوازي مع خط سير شخصية «دليلة»، سنرى رجلين في حياتها. يحيى منيسي (يجسده باسل خياط) الأربعيني الذي يحيا في العزبة المجاورة لعزبة سالم الألفي، والد «دليلة»، وهو واحد من أهم وأكبر محامي الإسكندرية، إلا أنه لم يتخلَّ عن الحياة في بيته في «دمنهور»، والذي كانت تحبه زوجته المتوفاة، فورثت هذا الحب إلى وحيدتهما «سلوى»، التي تصغر «دليلة» بسنتين فقط، وهي أيضاً صديقتها نتيجة الجيرة والزمالة المدرسية. يحيى يرى «دليلة» كأنثى يُسحر بصوتها، ولطالما أكد لها إيمانه وإعجابه الشديدين بغنائها، وبأن لديه الرغبة في أن يساعدها للوصول إلى حلمها في أن تصبح مطربة مشهورة. تهرب «دليلة» من أهلها لتتزوج به وتحقق حلمها، وبعد أن تغرم به بشكل جدي.. من ثم تكتشف ما خفي، ولتبدأ معه مشوار عذابها الجديد. أما الثاني، فهو مروان (يجسده الفنان أحمد فهمي)، المذيع الشاب في إذاعة الإسكندرية، والذي يعجب بصوت «دليلة» بشدة، بعد أن تحصل على الجائزة الأولى في مسابقة الإذاعة، ويزداد إعجابه بصوتها وبشخصيتها بعد اللقاء الثاني بها، ويسجل لها صوتها، فيرغب في أن يقوم بمساعدتها وتعريف كبار الموسيقيين بصوتها. يرفض يحيى مساعدة مروان لها بسبب غيرته. ينقذها في العديد من مشاكلها.. يحضر دائماً في الوقت المناسب، تتعلق به، فيدخلان مرحلة جديدة.. لنعيش معهما الرومانسية والخيانة. ولكن، ماذا عن الغفران؟ وبين يحيى ومروان.. وبين الشهرة والنجاح، المرض والحب والقهر والحرمان، هكذا كان طريق «دليلة»، لكن كيف عاشته؟ وهل تغلبت على مرارتها أم أنها استسلمت وانحنت؟