نسرين العلي إحدى صديقات "أنا زهرة" ممن أصبن للأسف بالسكري من النوع الثاني بعد أن أصيبت بمرض اضطرها لاستخدام الكورتيزون لفترة طويلة. أصبحت الشابة (31 عاما) تأخذ حبة دواء صباحا ومساء ولكنها لم تكن تلتزم بأي حمية، وكان لديها شيء من الإنكار أن لديها سكري في الأساس رغم أن التحاليل أثبتت أن مخزون السكر العالي لديها إذ تجاوزت نسبته الـ 11 وهو رقم عالِ. كانت نسرين تشعر بهبوط مستمر وقلة نشاط وكسل عام، خصوصا بعد تناول الطعام، فهي لا تحرم نفسها من أي شيء لا الحلويات ولا الأغذية الدسمة ولا النشويات، رغم تحذيرات الطبيب لها. ومع الوقت لم يعد الدواء يجدي وكتب لها الطبيب حقن الأنسولين، لكنها غير ملتزمة بأخذها ولا ملتزمة بحمية ولا تلعب الرياضة. رمضان الماضي قررت صديقتنا أن تصوم وتجرب لعلها تستطيع ضبط السكر العالي باستمرار. لجأت نسرين إلى خبيرة تغذية لتضع لها حمية مناسبة مع رمضان واشترطت عليها الخبيرة إن شعرت بهبوط السكر أن تتناول الطعام على الفور. السحور المتأخر جداً كان ضروريا لتستكمل نسرين تجرب الصيام وتأخذ منها أفضل ما فيها. وكانت في السحور تتناول وجبة جيدة تمدها بالطاقة طيبة النهار وتحافظ على ان يظل السكر بنسب معقولة. الأفضل من ذلك أن صديقتنا عند الفطور كانت تبدأ بكأس من اللبن الخالي الدسم. وتنتظر قليلا قبل أن تبدأ في تناول صحن السلطة الغني بالخس والبندورة والخيار والفجل والنعنع والبقدونس وزيت الزيتون والخل والليمون مع قطع صغيرة من صدر الدجاج المحمر على النار. تظل صديقتنا هكذا لمدة نصف ساعة تأكل السلطة بترو وهي تتابع برنامج ما بعد الإفطار وتمضع طعامها بهدوء. بعد هذا بحدود ساعة ونصف كانت نسرين تراقب نفسها وتقيس السكر وإن كانت تشعر أنها بحاجة إلى سكر وأن جسمها ينتفض أو تشعر بدوخة كانت تتناول قطة بطيخ أو حبة تمر. أي أنها كانت طبيبة نفسها. كانت نسرين تعد فنجان القهوة وتجلس تتفرج على التلفزيون، فهي تعيش وحدها إذ أنها تعمل وتعيش في دبي. بعد ساعتين ثلاثة من الفطور كانت تعد لنفسها الوجبة التي طهتها وعادة ما تكون قطعة سمك أو قطعة ستيك مشوي أو صحن من حساء الخضروات أو طبق من صينية الكفتة بالخضار أو خضورات مسلوقة ومحمرة مثل الكوسا والجزر والبازيلاء، تأكل ببطء شديد وبكميات محدودة ومن دون أرز أو خبز. طيلة الليل تشرب الماء، كل يوم كانت تشرب لترا من الماء على الأقل. الخبز الأسمر الكامل الحبة تتناوله على السحور فقط، مع اللبنة أو الجبن الأبيض فقط أو البيض المسلوق أو الزيت والزعتر أو التيركي مع الخس والبندورة. تأكل أيضا حبة تفاح أو موزة أو شمام أو بطيخ او بضعة حبات من كرز، بضع حبات من اللوز أو الجوز النيء . كأسان كبيران من الماء قبل النوم. كان أول أسبوع صعباً، شيء من "اللخبطة" وتناول الطعام زيادة، أو الضعف أمام الديلافري منتصف الليل. لكن بعد أيام استطاعت ضبط نفسها وأتمت الشهر من دون مشاكل، على العكس، كانت المفاجأة نزول وزنها 3 كيلو ونصف، وهبوط مخزون السكر لديها. تجربة العلي الناجحة أحبت مشاركتها معكم وستعيدها هذا العام.