علمتنا الحياة وعلمتنا الشرائع أن الزوج قوام، وأن الزوج ستر وحماية وأن الزوج واحة الأمن والأمان لزوجته وأبنائه، لكن يبدو أن بعض الأزواج اليوم ضرب بكل تلك المعاني والقيم عرض الحائط. صرنا نسمع عن أزواج لا يغارون على زوجاتهم لدرجة أنه يعتمد عليها في كل شيء يخص الأسرة والبيت والأبناء. وبعد كل تلك التضحيات يعود إليها في ساعات متأخرة من الليل، وحين تعاتبه وتطلب حقها في الاحتواء والحب والعلاقة الزوجية تجد أنه لا حياة لمن تنادي. وربما إلى هذه اللحظة قد تصبر بعض الزوجات، لكن الأمر يتطور لأبعد من ذلك كما حدث مع صاحبة مسألة اليوم التي لم يكتف زوجها بإهماله لها وعدم سؤاله عنها بل اعتاد دوما أن يقول لها: لا تحاسبيني ولا تسأليني أين سأذهب أو من أين أتيت أو مع من خرجت أو سهرت .. وانا من طرفي لن أسألك "اخرجي وعيشي حياتك وكل منا يفعل ما يريد" . تقول الزوجة (فاطمة) هذا الكلام وهي تجفف دموعها وأضافت قائلة: إنني بسبب سوء معاملته واحتقاره لجمالي وأنوثتي بدأت أبحث عمن يسمعني الكلام الحلو وبدأت. أتعارف وأخرج مع بنات وشباب في رحلات مختلطة وأسهر وأعيش حياتي كما طلب مني ودفعني لذلك هو أعرف يا سيدي أن ذلك حرام ونادمة على ذلك .... لكن من الذي دفعني لذلك ؟ من الذي قتل في أنوثتي وشبابي ؟ من الذي لا يسأل عني ولا أين كنت؟ إنه زوجي الذي يعتبرني فقط خادمة بالبيت له وللأبناء. قلت لها : ولماذا لم تطلبي الطلاق أفضل من الوقوع في الخطأ مثله؟ قالت: خوفي على أبنائي ان يأخذهم مني كما يهددني دوما بأني لو طلبت الطلاق لحرمني منهم . قلت لها: إن وجود الأبناء لا يبرر له ولا يبرر لك ارتكاب الأخطاء والمعاصي.. أي زواج هذا وكل منكم يعيش حياته الخاصة ؟ أين غيرته ورجولته؟ وأين خوفك انت من الله؟ إن كنت تخافين الفتنة على نفسك ودينك فاطلبي الطلاق وربما عوضك الله بمن هو أفضل منه ولا يصح معالجة الخطأ بخطأ مثله ..ارجعي عن طريق الذنوب والتحرر الزائد وادخلي من يستطيع الاصلاح بينكما فإن أصر الزوج على جرمه واستهتاره بحياته الزوجية معك فالطلاق هو الحل الأمثل.