قضت ستيفاني هاستينغ مراهقتها وحياتها الجامعية وهي ممتلئة الجسم أكثر مما ينبغي، كانت الشابة البريطانية تأكل كما تريد ومتى تريد ولا تمارس أي نوع من الرياضة. على الفطور ساندويش من الجبن كامل الدسم وعدة حبات من الموز والعصير المحلى صناعياً، وعلى الغداء تتناول بيتزا أو الطعام الصيني أو البرغر وعلى العشاء تعيد الكرة وتطلب خدمة التوصيل. ليس هذا فقط، تقول إن مشكتلها الأساسية إنها كانت تأكل أكثر من حاجتها، فحتى لو شعرت بالشبع تظل تأكل لأنها تحب طعم الوجبة التي طلبتها أو تريد أن تنهيها بالكامل. ورغم أن الملابس لم تكن جميلة عليهاـ توضح أن شكلها لم يكن يهمها، كانت مستمتعة بالأكل وتعتبر أنه الفعل المفضل لديها طيلة النهار. وساعدها على ذلك حب زوجها لها مهما كان وزنها، فقد كان يراها جميلة كيفما كانت ولم يطلب منها أن تخفف من وزنها ولا أن تغير طريقة حياتها. لكن الأمر ازداد سوءا بعد أن حبلت ستيفاني، فزاد وزنها إلى ضعف ما كانت عليه وزادت طاقتها على الأكل. بل إنها تعترف باستغلالها الحمل كعذر لتأكل أكثر. مع الوقت لم يعد زوجها ذلك الرجل الصامت، بل أصبح يتذمر من استعدادها المستمر لزيادة وزنها بلا توقف، وشعر أنها ليست حريصة على أن تكون جميلة ومثيرة في عينه. كما أنها كادت أن تنقل عاداتها السيئة في الطعام إلى ابنها الأول ثم الثاني وإليه هو الآخر. وبعد نقاش عميق بينهما وبعد أن وقفت أمام المرآة عارية وتأملت تلك الترهلات وكمية الدهون المنتشرة في جسدها وبشرتها المتهدلة بفعل ذلك، شعرت أنها كانت في غيبوبة وها هي تستيقظ، ما كل هذا الشحوم ولماذا هي ضخمة إلى هذا الحد، ولماذا تشعر بالشراهة طيلة الوقت. انضمت ستيفاني إلى برنامج خاص بمراقبة الوزن، وكان أول ما صعقت به هو كمية السعرات الزائدة التي تتناولها، خاصة وأنها امرأة غير عاملة أي أنها لا تبذل الكثير من الجهد الجسدي وعدا الأعمال المنزلية هي لا تمارس أي رياضة ولا تخرج في نزهات إلا بالسيارة ولا تحب الرقص. إذن فهي تأكل كميات سعرات زائدة ولا تصرفها بل تخزنها. هل تقومين أنت بفعل الشيء نفسه؟ في الحمية التي اتبعتها قام خبير التغذية بضبط السعرات الحرارية التي تدخل إلى جسم ستيفاني بما يتناسب مع حركتها. وبالنسبة لإمرأة تعاني زيادة الوزن وقليلة الحركة فلم تكن تحتاج فعلا أكثر من 1500 سعرة حرارية في اليوم. ولكي تخسر شيئاً مما تخزن وضع لها خبير التغذية برنامجا من ساعتين 3 مرات في الأسبوع لعب رياضة، تبدأها بنصف ساعة ثم تزيدها بالتدريج. خلال الأشهر الثلاث الأولى خسرت ستيفاني 9.5 وهي خسارة منطقية ومعقولة وصحية، ولأنها شعرت بتحسن عام في شكلها ومزاجها وأغدق عليها المديح كل من يحيط بها، وجدت دافعاً للاستمرار. ولكن للأسف حبلت سيتفاني من جديد وعادت لسابق عاداتها. بعد أن وضعت طفلها طلبت منها شركة التأمين الصحي إجراء فحوضات عامة ووجدت انها تعاني من السكري ومن ارتفاع الكوليسترول. وعادت لتسجل في برنامج الحمية من جديد، ولكن بدافع أقوى هذه المرة. وبدأت تمشي ميلاً كاملاً يومياً، على الآلة، وتزيده كل يوم حتى أصبحت تمشي 3 أميال كل يوم. وبعد المشي بدأت بالركض. تقول عن ذلك: شعرت أنني أخذ زمام الأمور في جسدي وأنني أتحكم بنفسي. هذه المرة خسرت سيتفاني خلال ستة أشهر 30 كيلو، فظلت مستمرة. هاهي ستيفاني الآن كما ترينها في الصورة، حيوية ورشيقة ومنيرة وسط عائتلها، ولديها لك عزيزتي قارئة "أنا زهرة" ثلاث نصائح أساسية: الأولى: لا تشربي السعرات أي لا تشربي المشروبات الغازية والعصائر الحرارية. هذه المشروبات تحدث فرقا كبيراً في كمية استهلاك للسعرات الزائدة. والنصيحة الثانية: أن تبقي الفاكهة قريبة منك حين تشعرين بالضعف وبحاجة ماسة لتناول شيء. أما الثالثة: فقد تعلمت ستيفاني درساً مهما، كلما أردت خسارة وزن سريعة كلما كان عليك زيادة مقدار حركتك، رجيم بلا حركة قد ينجح وكلنه يأخذ وقتاً أطول. ورجيم مع الحركة القوية يعني تعب أكثر ولكن خسارة وزن سريعة وغير محبطة.