هل كان لديك تجربة اكتشتف فيها أن أحدهم يكذب عليك في أمر أخبرك به من دون أن تحزر أو تشعر؟ كثير من الناس يكذبون للأسف، وكثيرون هم من يصدقون الأكاذيب.

لكن العلوم المختصة بالسلوك البشري وضعت سلسلة من الأمور التي يمكن من خلالها تمييز إن كان الشخص الذي أمامك يقول الكذب. ذلك أن الدارسات تكشف أن أي حوار بين اثنين يحوي على 7% كلمات فقط، 38% نبرة الصوت ودرجته، 55% حركة الجسد. إذن فقط 7% كلمات، ولكن كم من بيننا من يفهم معاني تغير الأصوات وإيماءات الجسد؟

من بين الأمور أو الإشارات التي يمكنك الانتباه إليها إن كنت تشكين أو كنت تشك فيما يقوله الشخص الذي أمامك، ثلاثة أمور رئيسية:

أولاً: فجأة تتغير لغة الجسد لدى الشخص الذي يكذب، فهو إما أن ينظر إلى الأعلى باتجاه اليمين، أو يتحاشى النظر إليك (بعضهم يكذب والعين في العين)، أو يحك رأسه، أو يتحدث فقط وهو ينظر إلى التلفزيون وفي يده الريموت ويقلّب بين المحطات، أو يرمش كثيراً، أو يغير وضعية الرأس باستمرار يميناً ويساراً وللأعلى، أو يضع إصبعه على فمه أو خده. ولكن لماذا تتغير لغة الجسد لدى الكاذب، لقد بينت الدراسات أن 55 % من معاني حواراتنا موجودة في لغة الجسد، ولأننا لا نهتم بالإصغاء إلى جسد الآخر وهو يتكلم فإن هناك الكثير من سوء الفهم بيننا من دون أن نعرف أسبابه. لنقل إن الكذب طاقة سلبية ومربكة تجعل صاحبه يتهرب من نفسه ويشعر بالذنب فهو يعرف أنه يخدعك ويظهر اضطرابه من خلال حركات كثيرة غير مترابطة ولا مفهومة وفجائية، وبينما تفضحه حركاته يظن هو أنه يكون أكثر إقناعاً بالمزيد من الحركة. تذكري قراء الحركات التي ذكرناها فهي إمضاء الجسد على أن صاحبه كذاب.

ثانياً: فجأة يتغير الصوت، وتختلف درجته إما أن يعلو أو يهبط أو يصبح أكثر وداً أو أكثر قسوة حسب الموقف. ليس كل البشر لديهم "تون" في صوتهم وهم يتحدثون، معظمنا يحاول أن يظل محايداً في الوضع الطبيعي، ولكن 38% من الحوارات فيها هذا الـ "تون". والشخص الذي يكذب يكون يتحدث بشكل عادي، ثم فجأة يصبح أسرع أو أكثر هدوءاً أو يخفص صوته، أو يشدد على بضعة كلمات، والسبب أنه يحاول اختراع قصة وهو مضطر إلى التفكير بسرعة لذلك يفكر في أي شيء يخبرك به في الوقت الذي يقوله، هذه العملية تشبه السير على مطبات تؤثر في الصوت وتظهر عليه. فإن كنت تسألين ابنتك عن أمر وبدأت في الصعود والنزول بصوتها فإنها لا تقول الحقيقة على الأغلب.

ثالثاً: يعطون معلومات أكثر من اللازم، معلومات لم تطلبها، لكنها طريقتهم في إقناعك أنهم يقولون الحقيقة وأنهم مقنعين في ذلك وأنهم يثقون بك لذلك يخبرونك بتفاصيل كثيرة. وقد تحمل حركاتهم شيئاً من العصبية أو النرفزة أو التردد أو التأخر في الإجابة. فإذا سألت ابنك: أين كنت اليوم؟ فلا داع لأي تردد إن لم يكن لديه شيء ليخفيه، ولا داعي لأن يخبرك عن صديقه في المدرسة الذي وقع أثناء لعبة السلة قبل أن يقول لك بوضوح أين كان.

رابعاً: الآن هذه أصعب نقطة، وتتعلق بك انت وانتباهك للغة جسدك أنت بينما يكذب عليك أحدهم، في الحقيقة إنه وعندما يكذب شخص فإن الطاقة المحيطة بجسده والموجودة لدى كل إنسان تضطرب وهذا الاضطراب يصل لجسد الآخر الواقف أمامه وهو يكذب عليه، وقليل منا ينتبه أنه ليس مرتاحاً، فجأة تنقبض المعدة أو يصيبك صداع أو طنين في الأذن أو تعطس بدون سبب، إن جسدك يتفاعل مع الطاقة السلبية القادمة من الآخر ويحاول أن يقول لك إنه لا يقول الصدق. لكن قليلين ينتبهون إلى هذه المسألة. وكذلك هناك ميزة الحدس، أنت تعرفين في قلبك أن الآخر يكذب لكنك تنكرين لأنك لا تصدقين أن ابنتك أو ابنك سيكذب عليك، أو أن زوجك يخفي أمراً أو أن صديقة عمرك تخدعك، لكن أحياناً لا بد أن تثقي بحدسك فالناس تكذب لأسباب مختلفة، المهم أن لا تضطريهم أنت إلى الكذب.