كنا نشاهد ونحن صغاراً أفلام الأبيض والأسود، عندما يسلم المحضر من المحكمة ورقة طلاق الزوجة تصرخ وقد تقع مغمى عليها من صدمة الخبر. اليوم شاهدت منظراً عجيباً بيّن لي الفرق الكبير بين أزواج اليوم وزوجات الأمس، قد يغفر للزوج او الزوجة جلوسه على مواقع التواصل وقت فراعه أو ساعات ( البريك بدوامه) أو وهو جالس في جلسة استرخاء لكن أن يصل الإدمان أن تجلس زوجة وأم لثلاث أبناء بجلسة طلاق بالمحكمة وهي مشغولة بتتبع الفيس والتويتر ولا تركز فيما يطرح عليها من أسئلة حول أسباب الطلاق، حتى انفعل الزوج قائلا: هذا هو اول اسباب طلاقي لها لأن لديها زوجا أخر غيري يسمى تويتر أو فيسبوك أو انستغرام، لا تنام إلا بعد ان ينهكها التعب وتتعب العين من مطالعة مواقع التواصل، ويقلدها أبنائي حتى صاروا ينامون الساعة الواحدة والثالثة ليلا فبالتالي يستيقظون للمدرسة الساعة السادسة صباحا منهكي القوى ومن سنوات أحاول معها لتتغير لكن لا حياة لمن تنادي. وانا في الحقيقة صدقت الزوج لسبب بسيط هو انها لم تستطع منع نفسها من اللعب بالموبايل وتصفح الفيس حتى وهي بجلسة تحديد مصير الأسرة قلت لها: هل يليق ذلك ؟ قالت: انا أسفة لكني غصب عني لا أستطيع منع نفسي من متابعة صديقاتي وأخبار الدنيا من حولي، حتى وانا اعد الطعام بالمطبخ، وحين استيقظ وحين انام اتابع ووصلت ساعات المتابعة ل9 ساعات يوميا.. وأعرف اني مخطئة ولكني فعلا صعب أن اتخلى عن ذلك ولكني فعلا مريضة بمتابعة الفيس والتويتر والانستغرام و....و .... قلت لها : كفى سردا هذه ليست حياة أن تضيع حياتنا وساعات عمرنا على تلك المواقع، لقد قربتك تلك المواقع من أناس بعيدين لكنها ابعدتك عن اقرب الناس إليك زوجك وأبنائك وصرت مريضة بمرض إدمان تلك المواقع. قال الزوج: حلفت عليها يوما بالطلاق ألا تدخل الفيس بوك ذاك اليوم فما استطاعت ودخلته وأوقعت يمين الطلاق من عامين. لقد استوقفتني حالة هذه الزوجة لأفاجأ خلال هذا الأسبوع بانه لا يمر يوم إلا و نشاهد حالة طلاق أو حالتين بسبب إدمان مواقع التواصل الاجتماعي . أطالب بمقالي هذا ان تخصص أقسام بالعيادات والمستشفيات لعلاج إدمان مواقع التواصل مثله مثل علاج إدمان المخدرات. لقد بلغ عدد المتابعين للفيس بالعالم 1.35 مليار منهم 800 مليون يدخلون يوميا و71% يدخلون عن طريق الموبايلات . تقول إحدى الطبيبات الأمريكيات: إن الشخص الذي يجلس اكثر من 5 ساعات يوميا على تلك المواقع يعتبر شخص مصاب بالإدمان ويحتاج لعلاج نفسي فورا. تقول الزوجة (خديجة): انتظر زوجي بعد يوم شاق من التنظيف وإعداد الطعام والمذاكرة للأبناء حتى يعود من دوامه ليخفف عني بجلسة بتفرغ بالحديث معه لكنه مع الأسف بمجرد ما ينتهي من الغداء يقوم للجلوس مع زوجته الثانية وهو مواقع التواصل الاجتماعي اكثر من 7 ساعات وهذا كل يوم حتى كرهت هذه الأجهزة وكرهت تلك المواقع التي صارت ضرة لي لا أستطيع التخلص منها. ويقول الزوج حاتم : بمجرد ان نركب السيارة رغم طول المسافة من إمارة ابو ظبي لدبي تتناول زوجتي المحمول وتظل على مواقع التواصل في لامبالاة تامة لوجودي ومشاعري مما اضطرني ان افكر ان اتزوج بزوجة أخرى تعطيني من وقتها واهتمامها بدلا من زوجتي التي تزوجت الفيس بوك.