يذهب كثير من الأزاوج لدى شجارهم إلى مناطق تصبح العودة منها صعبة وتجلب معها الكثير من الألم. وفي الحقيقة لا يوجد زواج بدون شجار، لكن طريقة الشجار هي التي تحتاج إلى إدارة منكما معاً. اغتيال الشخصية يروي أحد المتزوجين، كيف أنه حين يتشاجر مع زوجته تتحول إلى عدوة وليست حبيبة. يقول إن ما يحدث أقرب إلى أن يكون "اغتيال الشخصية" فأصبح أنا شخصاً يمتلك أسوأ الصفات في العالم، ولا تتذكر مني أي شيء جيد أو حسن، وتتصل بوالدتها وتشكو مني وأحيانا اصدقائنا المشتركين، فأظهر بمظهر الشخص السيء ويلومني الجميع. ويضيف حتى لو كنت فعلاً قمت بأمور سيئة، لقد جعلت مني زوجتي شخصا بغيضا حتى أمام نفسي. وتظهر هي امرأة مظلومة وتعيسة أمام الآخرين. لا أعتقد أن الحب الذي كان بيننا مازال موجودا، ولا أعرف كيف يمكن أن نستمر في الحياة إذا ظلت شجاراتنا هكذا. لأنها بعد أن تهدأ تعود لسابق حنانها وتعتذر وتحيرني في أمرنا. الشتائم والألقاب بينما تروي امرأة متزوجة أن مشكلتها هي لسان زوجها النابي في الشجارات، فهو لا يتردد أن يشتم وأن يقول لها مثلا يا "دبة" لأنها ممتلئة. وتضيف أن الشتائم والألقاب تجرحها جدا، وهي مثل الزوج الأول تؤكد أن زوجها ما أن يهدأ حتى يأتي ليعتذر ويقول إنه لا يستطيع السيطرة على نفسه في الغضب ويطلب أن تسامحه ويغرقها في الحنان. ورغم أنها تسامحه ظاهريا، تظل مجروحة من كلامه ولا تستطيع نسيان الأذى. تقاذف الاتهامات زوجان آخران لا يعترف واحدهما بالخطأ، كل منهما يلقيى اتهاماته على الآخر، ويبرئ نفسه. وكلاهما يصرخ في الوقت نفسه ليغطي بصوته على صوت الآخر. تحطيم الأشياء وزوج آخر تبدأ زوجته في تحطيم بضعة أشياء ثمينة في البيت، فيزيد عليها برب شاشة التلفزيون بكوب الشاي، ثم قذف لابتوبها على الأرض ليصبح محطماَ بالكامل. صراخ ثم شتائم ثم ضرب بينما يتطور شجار بعض الأزواج من الصراخ إلى العنف اللفظي ومع الوقت يصبح عنفاً جسدياً، صحيح أنه ينتهي بعد أيام بمصالحة، لكنه سرعان ما يعود من جديد. نصائح مجربة لشجار ودي: هنا تأتي المختصة في المشاكل الزوجية الطبيبة النفسية الأميريكة ماري هارتويل ووكر لتقترح عدة نصائح لما تطلق عليه "الشجار الودي". أي شجار من دون أن نخلف جروحاً لا تغتفر وتؤدي في النهاية لكوارث في الحياة الأسرية وخيانات والمزيد من الشجار والعنف ثم الطلاق أو العيش بتعاسة مع الأولاد. ولكنها تبين أن هذه النصائح لا يمكن تطبيقها دفعة واحدة، فهي تحتاج إلى تفكير وتدريب وكل مرة يصبح الشجار أقل عنفاً وأكثر سهولة في الحل كلما اعتدنا على هذه العادات. النصيحة الأولى: وانتما تتشاجران اركضا خلف المشكلة وليس خلف بعضيكما. وأهم لحظة هي عدم العودة للتذكير بأخطاء الماضي حتى وإن كانت شبيهة بالموقف الذي أنتما فيه. فكري في المشكلة فقط وتفسير غضبك منها، وأنت عزيزي الزوج افعل الأمر نفسه. المشكلة فقط أسبابها وكيف يمكن حلها. أو الاعتذرا عن الخطأ على الفور من الطرف المخطئ. النصيحة الثانية: وضعية الجسد مهمة في النقاش الزوجي. إياك أن تقفي لتظهري أقوى وإياك أن تصرخي وأنت واقفة أو تمشي بسرعة في البيت وتضربي الأشياء، وكذلك انت عزيزي الزوج لا تقف وتصرخ لتبدو مهيمنا ولا تظهر قوة جسدك في طريقة وقوفك ومشيك. أفضل وضعية هي الجلوس على الكنبة في الصالون أو على السرير في غرفة النوم إن كان هناك أولاد، والتحدث حول الموضوع من دون استفزاز الجسد. لأن الوقوف والحركة تزيد من العصبية في هذه اللحظة. النصيحة الثالثة: التحكم بالغضب فإن كانت المشكلة ما زالت جديدة يفضل عدم الحوض فيها فورا، يفضل أن يذهب كل منكما إلى مكان قد يكون مركز الرياضة أو التنزه في الحديقة حتى يخف الغضب ويفكر كل منكما جيدا في المشكلة وليس في عيوب الآخر. النصيحة الرابعة: أخفضا الصوت، كلما شعرت أن الصوت ارتفع أخفضه وأخفضيه لأن ارتفاعه ينذر بالمزيد من العاصفة. ليكن الحديث بنعومة ولا تدافع ولا تدافعي عن نفسك، فقط ليقم كل منكما بشرح الأمر دون هجوم أو دفاع، ما حدث هو كذا كذا كذا، وموقفي مما حدث هو كذا كذا كذا. النصيحة الخامسة: لا بد من الوصول إلى نتيجة، قد تكون: أرجو أن تتركني أحتاج إلى العزلة عدة أيام، أو حسنا أسامحك وأرجو أن نترك هذا الأمر خلفنا، أو لنخرج لشرب القهوة ونترك الأمر خلفنا فأنا مخطئ وأعترف بذلك. النصيحة السادسة: إن تكررت الشجارات فأنتما فعلا بحاجة إلى هدنة من بعضيكما، تبتعدان ويعرف كل منكما قيمة الآخر يدرس عيوبه وكيف يتعامل معها وينظر من جديد للسبب الذي جعله يرتبط بشريك العمر وحسناته وجمالياته، فأحيانا لكثرة القرب ننسى أجمل ما في القريبين منا. النصيحة السابعة: أبدا لا ينام أي منكما غاضبا من الآخر، هذه إحدى القواعد الذهبية في الزواج، في السرير يحل السلام الزوجي، مهما كان الخلاف ضعيه جانبا وأنت كذلك، لمسة باليد أو قبلة على الكتف أو الرأس وحضن صغير يجفف منابع الألم والجروح والخلافات.