ليس المقصود الدعوة إلى الكذب، لكن قيل أيضاً "ليس كل ما يُعرف يقال". وفي ظروف العمل عليك تطبيق هذه القاعة بمنتهى الحرص. وإذا سألك أحد الزملاء أو رب العمل واحدة من هذه الأسئلة، فالإجابة المثالية لن تكون الحقيقة. السؤال الأول: في مقابلة عمل سيسألونك أين ترى نفسك خلال الخمسة أعوام المقبلة؟ إياك أن تقول "لدي شركتي الخاصة"، وإياك أن تقول للمدير "في موقع قيادي في الشركة" فيخاف على مكانه. ولا تمزح فتقول أقود سيارة حلوة ولدي رصيد في البنك" فتظهر جشعاً، ولا تتظارف وتمزح وتقول "أسترخي على الشاطئ". قد تكون كل هذه الإجابات صادقة لكنها ليست مناسبة، المناسب أن تقول: "سأكون اكتسبت الخبرة هنا وأستطيع المساعدة بشكل أفضل وربما يمكنني المساهمة أكثر في تحقيق استراتيجية الشركة". السؤال الثاني: حين يسألك أحد الزملاء أو المدير بعد الإجازة: هل أنت متعب؟ ربما تكون متعباً، لكن الجواب الصحيح هو: لا أنا في كامل قواي. لا تتيح الفرصة لأحد أن يأخذ عليك مأخذ وتبدأ في سرد تفاصيل السهرة التي لم ترتح بسببها في عطلة نهاية الأسبوع. أجب بلا فقط. السؤال الثالث: سيسألك إما المدير أو الزميل: ما رأيك بفلان؟ حتى وإن كنت لا تطيق فلان، قل أعتقد إنه شخص جيد، أعتقد أنه إنسان عملي. لا تبدأ بسرد تفاصيل عن تقصيره أو رأيك في مظهره. احتفظ بآرائك في الناس لنفسك. السؤال الرابع: كيف حالك؟ بخير هو الجواب السليم، حتى وإن لم تكن كذلك. حتى ولو أنك تركت خلفك خلافات عائلية في البيت، وشجارات ومشاكل مادية، كل تفاصيل حياتك ليست مسموحة في العمل، صدقني مهما شعرت بقرب الزملاء فإن أفضل طريقة هي الفصل بين العمل والحياة الخاصة. السؤال الخامس: في مقابلة عمل سيسألونك لماذا تريد ترك عملك الحالي؟ قد يكون الصدق أنك تكره مديرك، أو تكره عملك. لكن الصدق ليس الجواب المناسب هنا، بل لا بد أن تقول أبحث عن خبرات أوسع، أريد تطوير نفسي أكثر. السؤال السادس: هل كانت فكرتي سيئة؟ يناديك المدير ليسأل إن كانت فكرته التي اقترحها في الاجتماع سيئة، إياك إن تجب بنعم، فلن يعجبه الجواب، أجب بلا ليست سيئة، وربما يمكننا إجراء عصف فكري حولها ونطرح من خلالها المزيد من الأفكار. السؤال السابع: ما رأيك بي كمدير؟ توقع أن تُسأل هذا السؤال، وهو محرج فأنت لا تريد أن تكون فظاً إن كنت لا تحب مديرك، ولا تريد أن تكون منافقاً أيضاً. يمكنك أن تجيب كالتالي: ربما يمكنك أن تعطينا المزيد من الفرصة للاقتراح أثناء الاجتماع، ربما ضيق الوقت يمنعنا من ذلك" هذه العبارة أكثر لباقة من: "لقد سئمنا الطريقة التي تسيطر فيها على الكلام في الاجتماع". السؤال الثامن: هذا السؤال يطرح في المقابلات فيقال لك: ماهي نقطة ضعفك الكبرى؟ الإجباة ليست : لا أعرف، أو "أنا كسول"، الجواب المثالي هو: "أنا أقسو على نفسي كثيراً"، أو "أحتاج لتطوير نفسي في ما يتعلق بالتحدث أمام الملأ"، أو "أخشى أنني أحب للأشياء أن تكون مثالية لذلك أستغرق وقتاً في التدقيق فيها". السؤال التاسع: هل كنت في مقابلة عمل اليوم ولذلك تأخرت؟ فجأة تظهر بلبس مختلف ومتأخر عن العمل، سيشك الجميع أنك كنت في مقابلة عمل، حتى وإن كان الأمر صحيحاً فالجواب المناسب هو: "ماذا تظن؟ بالطبع لا، كنت في مشوار ضروري للبنك، أو رافقت طفلي إلى المدرسة وقابلت المدير". السؤال العاشر: هل وصل فلان متأخراً؟ أو هل قام فلان بالعمل الذي أوكلته إليه؟ هل خرج فلان باكراً؟ سيستقطبك المدير لتفسد عن زملائك ولتكون جاسوساً له، الإجابة المهذبة على هذه الأسئلة هي: صدقاً لا أعرف، لم أنتبه، لا أتابع ما يفعلون، كنت منهمكا بعملي ولم أر من خرج ومن دخل. كل هذه الإجابات مهذبة وتشير للمدير أنك لن تكون عينا له على الآخرين، بهذه الطريقة سيحترمك الطرفان المدير وزملاؤك.