الحياة الجنسية هي الرباط الذي يميز العلاقة الزوجية عن أي علاقة اجتماعية أخرى، وهو ما يجعلها تحمل كل هذه الخصوصية والحميمة، بل إنها الميزة التي تفصل بين الزوجين وبين العالم كله وتجعلهما "معاً". وهذه العلاقة من النوع الهش التي تحتاج إلى عناية ورعاية وإلى العمل على تطويرها، وإبعاد الملل عنها والشعور بالرضى فيها. لذلك هناك مجموعة أمور تحتاج منكما إلى الانتباه إليها. الحاجة إلى الإثارة تقول الطبيبة النفسية المتخصصة في العلاقات الزوجية أورسولا أورفمان في كتاب لها عن العلاقة الجنسية الصحيحة بين الزوجين، إن هناك حاجة أن يشعر كل طرف أنه مثير بالنسبة إلى الآخر. وأن العلاقة الجنسية بينهما ليست واجباً زوجياً، بل إنها تحدث بسبب الرغبة في الآخر وبسبب فتنته، وهذا يتطلب من كل من الزوجين بذل الجهد في إثارة الآخر والانتباه للتفاصيل التي تلفت نظره وتشعل خياله ورغابته الحميمة. وفي اللحظة التي يتوقف فيها الزوج أو الزوجة عن الرغبة في إثارة الآخر، لا بد من إشعال الضوء الأحمر والبدء بالتفكير في تجديد الحرارة في العلاقة. وذلك يكون بالسفر أو تغيير مكان ممارسة الحب أو التجديد في الشكل أو إستعادة أيام شهر العسل أو تهيئة جو مثير في البيت أو كل هذه الأمور معاً. الزوجان السعيدان لا يقللان من شأن الأمور الصغيرة هناك أمور يفعلها الخطيبان والعاشقان ثم ينساها الاثنان بعد شهور من الزواج، إنها أمور صغيرة لكنها مفعولها كبير. مثل رسالة خلال النهار في الغزل والتعبير عن الشوق والحب. محاولة إثارته باتصال هاتفي قبل وصوله إلى البيت الإمساك بيده وأنتما تتنزهان في الطريق، تقبيل الآخر قبلاً صغيرة أول عودته للبيت أو أثناء السهرة أمام التلفزيون، اللعب بشعر الآخر وكذلك تدليك اليدين والكتفين. اللعب معاً والتركيز على الإيجابيات إذا كنت تريدين للحب أن يدوم أو حتى أن يكبر إلعبي مع زوجك، المرح المرح المرح سر تعلق الرجل بالمرأة. النظرة الإيجابية لحياتكما معاً وإشعاره أنك سعيدة معه لا يقدر بالنسبة إليه بثمن، والعكس صحيح تحب المرأة أن تشعر أن زوجها سعيد معها. إلعبا معاً في السرير، لعبة الوسائد أو لعبة الورق أو أي لعبة منزلية مسلية. تشارك الأسرار والرغبات المتخيلة تأكدي إذا كان زوجك مرتاحاً معك جنسياً سيخبرك بأسراره التي يخجل من ذكرها لأي أحد في العالم. إنها خيالاته الجنسية وهي حقيقة عند كل إنسان، لا يوجد إنسان بلا رغبات جنسية يخجل أن يطلبها من الشريك. فإذا أخبرت زوجتك برغباتك وفعل هو بالمثل، فاعملي أن علاقتكما الجنسية من أقوى ما يكون وأنك مرآته وهو مرآتك لا يخجل أي منكما من الوقوف أمام الآخر. العفوية في الإقبال على الآخر من دون تكلف ولا استئذان تبدأ العلاقة الحميمة بين الزوجين برغبة جارفة وكلام الحب الجميل، لحظات ويكون كل منهما في حضن الآخر ويمنحه أجمل ما عنده. ليس الأمر بينهما متكلف ولا هو محرج ولا متعب ولا يتدلل كثيرا أي منهما على الآخر. حافظا على الاندفاع العفوي ولحظة الإقارة التلقائية التي لا تعوض. يحترم كل منهما الآخر مهما كانت حالته قد تكون هناك لحظات يرغب أحد الطرفين في الممارسة ولكن الآخر ليست لديه الرغبة، على الشريك محاولة إثارة الآخر، لكن إذا لم يتجاوب فربما لمشاكل في العمل أو الشعور بالإرهاق والتعب أو حتى الكسل، لا بأس علينا أن نمرر هكذا لحظات، وكذلك على الآخر أن يحاول من جهته هو أيضاً. يلزم الأمر اثنين لرقص التانغو كما يقول المثل. لا وجود لطرف مستقبل فقط في العلاقة الجمسية القوية لا تتصرف المرأة كطرف مستقبل ومستسلم، ولا يتصرف الرجل كفاعل ومرسل، على العكس كل منهما يشارك في ساعة من الحميمية المطلقة ويعطي الآخر أقصى ما لديه.