تخلّى جسر الفنون أو كما يسمّى "جسر العشاق" عن تقليد عمره 15 عاماً ليعلن نهايته الحزينة بتحرّره من عبء عشاقه. "فالحب الكبير لم يعد يحتمله الجسر" وها هي بلدية باريس تبدأ بإزالة أقفال الحب التي كانت مثبتة على أحد ألواحه وباتت تهدّد بانهياره بسبب زيادة الوزن. بعدما اعتاد مئات الآلاف من العشاق ممارسة هذا التقليد القديم عند زيارة Pont des Arts أو جسر الفنون المطلّ على نهر السين، حيث يضعون قفلاً من حديد على سياج الجسر يكتبون عليه أسماءهم والتاريخ الذي تواجدوا فيه على الجسر بالحبر الدائم، أو حتى يقومون بنقش الأسماء على المعدن قبل أن يلقوا بمفتاح القفل في نهر السين لتخليد حبهم، لم يعد سارياً بعد اليوم، وعلى العشاق البحث عن طريقة جديدة لتخليد حبّهم. تعود قصة هذ الجسر إلى العام 2008، عندما اعتاد العشاق الفرنسيون وزوار مدينة باريس اتباع ذلك التقليد للتعبير عن قوة علاقة الحب التي تربطهم بشركائهم، إلا أنّ هذه الظاهرة باتت تحرج السلطات التي قررت مؤخراً وضع حد لهذه الفكرة خصوصاً أنّها بدأت تغزو كل الجسور والنصب التذكارية في باريس. وتشير الإحصائيات الرسمية للبلاد إلى أنّ الجسر يحوي حالياً حوالي 700 ألف قفل أي ما يساوي 93 طناً أو وزن 20 فيلا على جسر مصمّم للمشاة، وهو ما أكدته بلدية باريس لوسائل إعلام فرنسية معلنةً أنّ إزالة أقفال الحب تعود بالأساس إلى وزنها واحتمال انهيار الجسر، بخاصة أنّ جسر الفنون كان يحمل 700 ألف قفل حتى الأسبوع الماضي. وكانت حملة "الحب بلا أقفال" قد تمكنت من وضع عريضة وجمع أكثر من 1700 توقيع لإزالة الأقفال. ليس هذا فقط، بل طالت سلبيات هذا التقليد بحسب معارضين له حدّ التخوف من أن المفاتيح التي ألقيت في النهر قد تسهم في زيادة تلوّثه. وتعتزم بلدية باريس مؤقتاً تعويض الألواح الخشبية الموجودة على جنبات الجسر بلوحات لفناني الـ "ستريت آرت" العالميين أو فن الشوارع، على أن تضع في مرحلة ثانية، تدريجاً وبشكل نهائي، لوحات بلاستيكية شفافة على الجسر لمنع محاولة المحبين تعليق الأقفال مجدداً. يذكر أنّ جسر الفنون شيّد في القرن الثامن عشر، خلال حكم نابليون، وقد لا يعيش لفترة أطول من ذلك ما لم تتصرف السلطات رغم أنّ فعلها هذا سيخيّب آمال الآلاف من العشاق الذين وجدوا في هذه العادة وسيلة للتعبير عن "حبهم الأزلي".