في بادرة هي الأولى من نوعها على الصعيد الدولي، تم تكريم الفائزين بجائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لأسرة الدار خلال إحتفالية خاصة أقيمت في قصر الإمارات بحضور كلاً من سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، الذي ألقى على الحضور كلمة موجهة من قبل سمو الشيخة "أم الإمارات"، ذكرّت فيها على أهمية الترابط الأسري، والإلتزام بالأخلاق والتعاليم الإسلامية والأعراف التي نشأت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بداياتها، لتصل إلى مصاف الدول المتطورة المزدهرة المترابطة بإتحادها. جائزة تدعم الترابط الأسري تعد جائزة "أسرة الدار" جائزة محلية سنوية موجهة للأسرة وأفرادها، وكذلك للمؤسسات وللهيئات الداعمة للبرامج وللمشاريع الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالأسرة، وتقترح حلولاً وتوصيات هدفها المحافظة على تماسك الأسرة وتلاحمها في إمارة أبوظبي، كما تمنح الجائزة للشخصية الشرقية التي تتميز بدعمها المبادرات والقضايا التي تهم الاسرة وترتبط بها، وهي مبادرة كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك- رئيسة الاتحاد النسائي العام؛ الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ضوابط للترشيح والتقييم تعددت فئات الجائزة لتشمل خمسة أقسام رئيسية وهي فئة الأســـرة، وفئة أفراد الأسرة، في فئة المؤسسات، بالإضافة إلى تكريم الشخصيات الداعمة للمبادرات التنموية الداعمة للأسرة في الفئة الشرفية. وعن ضوابط ترشيح وتقييم المشاركين، سبق الجائزة فترة طويلة من الترويج لها من قبل مؤسسة التنمية الأسرية، حيث بدأوا بمخاطبة الجممهور ودعوتهم للبرنامج، عبر توزع الكتيبات والمنشورات التي تخص الجائزة، وذلك للتعرف على معايير الجائزة، والتي على أساسها تم توثيق أنشطتهم وأعمالهم في نشاطات مختلفة. من بعد ذلك كان هنالك لجنة تقييم عن طريق المقابلات والإطلاع على الملفات التي قدمت للجائزة، وبناء على هذا التقييم تم تصفية الأفضلية، وأخيراً الإختيار على حسب الفئات التي تم تحديدها. وكانت أهم نقاط المشاركة هي المداومة على حضور برامج التنمية الأسرية، وإظهار الأثر لتلك البرامج على المشتركين، والتي تعد من البرامج الموجهة لجميع فئات المجتمع من الكبار والصغار، سواء كانوا من مواطني الدولة أو المقيمين فيها. سيرة عطاء وتراحم مشرفة للفائزين بلفتة إنسانية حانية، عمد سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان على النزول إلى مقاعد الحضور لتكريم السيدة الجدة سكينة خميس الحوسني، الفائزة ضمن فئة الأجداد، وبحسب قول حفيدتها، فإن للجدة سكينة أنشطة وفعاليات كثيرة في المجتمع، فهي صاحبة دور مؤثر بحل المشكلات ومساعدة عائلتها والأسر المجاورة لبيتهم في جزيرة دلما والتي تقع بالمنطقة الغربية والإرتقاء بمكانة أبنائها وأحفادها الاجتماعية، لتستحق عن جدارة بأن تتوج بجائزت ثمينة تحمل أسم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ثمرة لجهود سنوات طويلة من العطاء والمساهمة بعدة مبادرات ذات طابع شعبي وتراثي والمشاركة في برامج وأنشطة مؤسسة التنمية الأسرية منذ عام 2004. أما عن فئة الأسرة المتميزة، فقد فازت بها أسرة السيد خليفة حارب سبت الخييلي، وكانت الأسرة قد قامت ببناء المساجد ومستشفى خارج الدولة، بالإضافة إلى مبادراتها في المجال الإنساني مثل كفالة اليتيم وتقديم الهدايا للجيران وزيارة المرضى في المستشفيات. وفازت أسرة السيد خليل علي الحوسني بجائزة الأسرة الناشئة، وهي التي لم تتجاوز فترة تكوينها بضعة سنوات، وهي أسرة تحرص على تطوير نفسها بالإدخار والحصول على الشهادات العليا، وكذلك المحافظة على صلة الرحم مع الأهل والأقارب وعدم الإستدانة من البنوك. وعن فئة الأسرة المسؤولة إجتماعياً، فازت أسرة السيد محمد مسلم الخييلي من مدينة العين، والتي وصفتها السيدة آمنة خليفة حارب الخييلي، من الجيل الثاني من العائلة بأنها تشريف وتكريم عظيم، وكانت آمنة قد شاركت في الدورات المجتمعية لمؤسسة التنمية الأسرية، وقد علمت بشأن هذه الجائزة وتقدمت لها مع عائلتها لتفوز العائلة، وكانت قد حصلت الأسرة مسبقاً على جائزة مشروع الفراشة الخضراء في مجال البيئة.  وكان قد قام رب الأسرة بدعم ابنته لافتتاح مشروع مركز نور الأحلام للاستشارات الأسرية والاجتماعية. ولتميز مشروع (الرفقة الطيبة) حازت أسرة لاسيد مدان عبد الله نظير الجنيبي على جائزة الأسرة المسؤولة إجتماعياً، وهو مشروع تطوعي يقدم مبادرات مجتمعية على مدى طويل. ثم فازت السيدة مريم سالم علي الشامسي بجائزة فئة الأبناء، وهي التي نظمت مهرجان الطفل الأول في العين. وعن فئة الأبناء فازت السيدة فاطمة مصبح الظاهري بالجائزة لما قدمته من مبادرة في مجال العمل التطوعي التربوي على مستوى الدولة منذ عام 2005 وحتى عام 2014. أما السيدة المهندسة حورية عبد الرحمن الهاجري فقد حصلت على جائزة فئة الأزواج، والتي من مشاريعها إنشاء فريق عمل من المتطوعين لإقامة دورات وبرامج تدريبية مجانية لجميع فئات المجتمع. بينما حصل السيد جبر صالح علي بدر على جائزة فئة الأزواج، فهو من حرص على تقديم محاضرات توعوية وتثقيفية في المجتمع، بالإضافة إلى زيارة الأيتام وكبار السن وإشراكهم في فعاليات عدة، كما إن له مبادرات إقتصادية على محيط الأسرة والحي، بما فيها خفض إستهلاك الكهرباء. وعن فئة أفراد الأسرة، فازت السيدة عزيّة علي الخييلي، والتي أفتتحت مطبخاً شعبياً لتقديم خدمات الولائم، حيث ساهم المطبخ في تزويج أبنائها وبعض الشباب في المجتمع. وقامت ببعض المشاريع المجتمعية التي خصصت عوائدها للمساعدات الإنسانية مثل حفر الآبار مع هيئة دار البر.  إحتفالية فنية تليق بالمناسبة قدم منظمة الجائزة حفلاً لتكريم الفائزين، وقد أستهل بعرض مسرحي عرض أفراد الأسرة الإماراتية وكان فيه حوار بين الجد والجدة والأحفاد أمام واجهة بيت حديث، وهما يخبروهم عن ماضي ونشأة البلد، وكيف كانت صلة الرحم هي اللحمة الأساسية في تكوين المجتمع الإماراتي المتماسك منذ القدم، وكان بطولة الفنان حبيب غلوم. ومن ثم تبعه أوبريت غنائي قدمه كلاً من الفنان الإماراتي حمد العامري والفنانة عُريب، مع إستعراض صور لتطور البلاد عبر تاريخها المزدهر، وكانت كلمات الأغاني مكملة لفكرة الجائزة، حيث أختتمت بعبارة: "زايد بنى الإنسان قبل ليشيد الأوطان."   المزيد: الشيخة فاطمة “…”أم العرب” ما علاقة عطف الآباء بصعوبات تعلم الأبناء؟ الخلافات بين الوالدين تتحول لخلافات مع أطفالهم