لم تكن قصة تعارف ملك الأردن عبدالله الثاني على زوجته الملكة رانيا ياسين من القصص والروايات السرية التي تحكم قصور الحكام والأمراء والملوك. علاقة روى الملك عبدالله الثاني تفاصيلها في كتاب من تأليفه حمل عنوان "فرصتنا الأخيرة". في التالي مقتطفات من الكتاب وما نشر حول الزواج الملكي كما كتبه الملك: " في شهر أغسطس من العام 1992، كنت قائداً لكتيبة المدرعات الملكية الثانية، وكنا نجري مناورات وتديبات ميدانية حيث بقينا أنا ورجالي في معسكر صحراوي ننام في الخيام طوال شهرين متواصلين دون انقطاع". وفي يوم الإجازة، يتابع: "ما أن وصلت إلى المنزل حتى اتصلت شقيقتي عائشة وقالت: علمت أنك في المدينة، لمَ لا تأتي إلى العشاء؟. وبما أنني كنت قد عشت طوال شهرين على الفاصولياء والسباغيتي المعلبة، كان من الصعب أن أرفض الدعوة لعشاء لذيذ". ويسرد الملك تفاصيل ذهابه إلى بيت شقيقته بالملابس ذاتها التي كان يرتديها عند مغادرة المعسكر، مشيراً إلى أنّ العشاء كان بوجود أصدقاء شقيقته وأصدقائهم، ومن بين هؤلاء كانت رانيا الياسين. يقول: "ما أن وقع عليها نظري حتى قلت في نفسي (ما أجملها)، كانت رانيا آنذاك على مشارف الثانية والعشرين، ولم تكن قد أمضت الكثير من حياتها في الأردن، لأنها نشأت في الكويت التي غادرتها مع عائلتها المنحدرة من أصول فلسطينية إلى الأردن خلال حرب الخليج". يضيف: "لم نتحدث سوى حديث عابر حول مائدة العشاء، لكنها انتزعت إعجابي الكبير برصانتها الواثقة، وأناقتها اللافتة، وخصوصاً بذكائها. إنقضى بعض الوقت قبل أن تمكنت من تحديد وسيلة للحديث معها مرة أخرى. اتصلت بها في مقر عملها. قدمت لها نفسي فقالت: سمعت عنك أشياء...، لم تنه جملتها، لكن الإشارة كانت واضحة بأن ما سمعته لم يكن مديحاً كله". ويسرد متابعاً " طلبت من صديق مشترك، توفيق قعوار، أن يمر بها في مكتبها وأن يؤكد لها طيب نواياي، لكنها مع ذلك لم تقتنع واعتبرته متحيزاً. عاد توفيق من مهمته متعذراً، لكنه اكتشف أنّ رانيا تحب الشوكولا، فعدت وارسلته ثانية مع علبة من الشوكولا البلجيكية. في النهاية، قبلت دعوتي إلى العشاء في تشرين الثاني (نوفمبر)، حيث فاجأتها بأن أعددت لها الطعام بنفسي". يكمل: "قبيل بداية السنة الجديدة، دعوت رانيا إلى العشاء في مناسبة عيد ميلادي في الثلاثين من كانون الثاني (يناير). جلس والدي إلى جانبها ودار الحديث. ولم يطل به الوقت حتى كشف سرنا. وبعدما غادر والدي والضيوف وبينما كنت لا أزال جالساً مع رانيا في المنزل، رنّ جرس الهاتف وكان والدي على الطرف الآخر. قال: ما دمنا الآن قد اكتشفنا السرّ، متى تريدني أن التقي والديها؟ كنتُ في ما مضى اشارك في مسابقات الرالي. ومن الأمكنة الأحب إلى قلبي جبل عند أطراف عمان هو تلّ الرمان. وفيما نحن واقفان خارج السيارة نتحدث، قلت لها إنّني أرى أنّ علاقتنا تتخذ منحى جدياً ويبدو لي أن زواجنا فكرة جيدة". وينهي: "بعد مضي ما يقارب الأسبوعين، رتبنا زيارة لوالدي في منزل والديها. وحين قدمت والدتها فنجان القهوة العربية إلى والدي، تناوله من يدها ووضعه أمامه دون أن يشرب منه. عندما امتنع والدي عن شرب القهوة، بدأت رانيا تدرك مسار الأمور. لكن أمها الطيبة لم تكن لديها أدنى فكرة عما يجري. وأخيراً التفت والدي إلى والد رانيا، وتحدث وفق التقاليد. كنت في حالة من التوتر الشديد حتى أنني لم أعد أذكر الكثير مما قاله والدي ثم أعلن والد رانيا موافقته، فعمّ الفرح".