ربما تكون موسكو المكان المثالي بحق في الصيف، والمدن الروسية بشكل عام. فمهما ارتفعت درجة الحرارة فيها تظل ربيعية مقارنة ببلادنا. زيارة موسكو العريقة والساحرة في شهر يوليو أو آب أفضل الخيارات والأوقات. الجميلات الروسيات يتهادين في الطرقات بفساتين ملونة، وراكبو الدراجات الهوائية وألواح التزلج يقطعون الأرصفة والطرق المعبدة كل هنيهة. أما أفضل مكان لقضاء وقت لطيف خلال النهاء فإلى جانب نهر موسكفا أو موسكو الذي يخترق المدينة، وكانت العاصمة الروسية بنيت على ضفافه وسميت باسمه. ويمكن كذلك قضاء الوقت في مساحات التراس التي توفرها المقاهي الممتدة على أرصفة المدينة، حيث يترك المرء لشمس موسكو اللطيفة في الصيف تترك آثار خطواتها على بشرته دون خوف. وبالنسبة للتسوق في المدينة فإن أشهر مولاتها يسمى "غووم" الذي يقابل الساحة الحمراء الشهيرة، أحد المعالم التاريخية الروسية. والمول والثاني يدعى "ستووم" وربما يكون من المفارقة أن هذا المركز التجاري الاستهلاكي الكبير يقف أمام ساحة كارل ماركس. وإذا مشى السائح حتى ساحة بوشكين التي أخذت اسمها من اسم الشاعر الروسي الكبير، فسيجد عشرات الأشخاص الواقفين بأكياس صغيرة في أيديهم، مليئة بالحبوب يحاولون إلقام الحمامات بعض الطعام. المنظر الأخاذ لحركة الحمام البطيئة بين الناس، وبين طيرانه المفاجئ في حركة متوالية يطير ويحط فيها يذكر بقصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش "يطير الحمام يحط الحمام ". وإذا تنزه المرء من ساحة بوشكين روحة وذهاباً باتجاه "البولفار" فلا بد أنه سينتبه في نهاية الأمر إلى مطعم جميل ولافت للأنظار، إنه مطعم "جان جاك" أحد أشهر المطاعم التي تقدم المطبخ الفرنسي في موسكو. أما إذا اراد المرء رؤية موسكو من الأعلى فما أكثر المطاعم وأماكن السهر التي تطل على المدينة من أسقف الأبراج والأبنية، يمكن مثلاً زيارة "بيت الموسيقى" حيث العروض الموسيقية الراقية على أعلى بقعة تطل على أحياء مسوكو وتفاصيلها الساحرة.