يسرق أحدهم أسداً من صاحبه في قطاع غزّة، فيشكك كل الأطراف المعنية بالآخر، ولأن لكل طرف انتماؤه السياسي فهو يتهم الآخر. "حماس" تتهم إحدى المافيات العائلية في القطاع بالسرقة والعكس صحيح، وينشب الشجار بين المسلحين. في هذه الأثناء هناك بضعة نساء في صالون الحلاقة كل واحد تريد خدمة تجميلية مختلفة، لكن وحين يرتفع صوت الانفجارات والرصاص يجدن أنفسهن عالقات في صالون الشعر، وحين تنقطع الكهرباء تنشب الخلافات بينهن أيضاً. لكل واحدة من النساء قصة، وقصصهن مليئة بالعنف الجسدي والعاطفي والنفسي. هؤلاء هن شخصيات الفيلم الغزاوي "ديغراديه" (الكلمة تعني قص الشعر طبقات) من إخراج الشقيقين التوأمين أحمد ومحمد ناصر. وكان رئيس جمعية النقاد السينمائيين الفرنسيين قد قال عن سبب اختيار الفيلم للعرض أولا لأنه من غزة، حيث تصعب صناعة الأفلام هناك وهي ليست تجربة سهلة لأسبابب كثيرة. وكذلك لأن الفيلم كما وصفه الناقد "طريف" مبينا أن السينما العربية تفتقر إلى الطرافة منذ وفاة "جو" يقصد به يوسف شاهين. وفي قاعة ميرامار المزدحمة قال المخرجان الفلسطينيانن الشابان إنها صنعا هذا الفيلم لكي يقولا للعالم شيئا لم يسمعوه من قبل عن غزة، شيء مختلف عن صور الأخبار، حيث المرأة الغزاوية دائما "مترهلة وباكية وحزينة ومحجبة"، فقدما من خلال فكرة صالون الشعر نموذجا لنساء غزة بمختلف اتجاهاتهن وطبقاتهن الاجتماعية. موضوع الفيلم يبدو متأثرا بالفيلم اللبناني “سكر بنات” لنادين لبكي، فهو مثله يعتمد على فكرة الجمع بين عدد من الفتيات والسيدات داخل صالون تجميل (كوافير) في مدينة غزة، تديره سيدة روسية بمساعدة فتاة فلسطينية، وتصوير المواقف الطريفة والتعليقات المباشرة التي تأتي على ألسنة النساء. ومن خلال المجموعة المتباينة من النساء، وعبر الاتصالات التليفونية العديدة باستخدام الهاتف المحمول، يعرض الفيلم صورة من الداخل لتناقضات العيش في غزة، وما يقع على المرأة تحديدا من ضغوط مضاعفة، بسبب علاقتها المضطربة بالرجل، ونتيجة الحصار والضغوط العديدة التي تتعرض لها في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية.