للسنة الثالثة على التوالي، اشتركت "مؤسسة بحر الثقافة " هذا العام في معرض "أبوظبي الدولي للكتاب"، ذلك الصالون الأدبي الذي انطلق بداية على نطاق مجتمعي محدود تحت رعاية الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، حتى تفتحت أفاقه مؤخراً ليتخذ صيغة المؤسسة. تحرص المؤسسة على أن تقدم برنامجاً ثقافياُ فنياً حافلاً يتنوع بين المحاضرات والنقاشات والأمسيات الموسيقية، وللتعرف على نشاطات ومجالات هذه المؤسسة الثقافية الفريدة. "أنا زهرة" كان لها حوار مع إيناس سليمان، العضو في "مؤسسة بحر الثقافة" منذ التأسيس، وذلك عقب الجلسة الحوارية الختامية لمشاركة المؤسسة في "معرض أبوظبي الدولي" للكتاب مؤخراً، والتي استضافت فيها الرئيس التنفيذي لهيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي نورة الكعبي. تبين سليمان أن "مؤسسة بحر الثقافة" بدأت بفكرة صالون أدبي، وهي مبادرة من الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، فكان الصالون يجمع نخبة من السيدات بقراءة شهرية لأحد الكتب التي تتنوع بين الرواية والشعر، وتتم الجلسات أحياناً بدعوة المؤلف أو النقاد من أجل تحليل الأعمال التي تقرأ من قبل أعضاء الصالون وضيوفه. ومن بعد، تنوعت أعمال المؤسسة وأُعلنت كمؤسسة ثقافية مع المشاركة الأولى ببرنامج غني وكثيف في "معرض أبوظبي الدولي للكتاب" عام 2013. وبحسب سليمان، ستفتتح المؤسسة مقرّها الخاص قريباً، حيث تقام الفعاليات والنشاطات، منها الصالون الأدبي الذي يعد من النشاطات التي تستمر على مدى العام. بالإضافة إلى الورشات النقدية والفكرية والحوار الحر بين الأعضاء والضيوف، إلى جانب اهتمام المؤسسة بالفن التشكيلي والسينما، وتنظيم قراءات للكتب الإنجليزية. وعن أهم النشاطات الثقافية الموجهة للعامة، توضح سليمان إن أهم نشاطان حتى الآن مشاركات المؤسسة في معرضي الكتاب في أبوظبي والشارقة. ففي كل عام هنالك سعي لتطوير المشاركة في المعارض، فكان جديد هذا العام "المقهى الثقافي" وهي جلسات مفتوحة لمدة ساعة ونصف، يتم من خلالها دعوة الضيوف إلى الحوار مع الضيوف وزوار الجناح، مما يخلق نوعاً من الحراك الثقافي والتفكير والنقاش. كما تضمن نشاطات الجناح سلسلة محاضرات "زايد لا ينسى"، تناول فيها المتحدثون تجاربهم مستعيدين الزمن الجميل مع المغفور له الشيخ زايد. كما يحتفي الجناح كل عام بشخصية أدبية مرموقة، فكانت احتفالية العام الماضي خاصة بالأديب طه حسين، أما هذا العام فكانت مخصصة للأديب نجيب محفوظ، تحدث فيها صديقه يوسف القعيد عن تجربته معه، كونه من الأشخاص الذين عاصروه، كما دعينا بناته في ظهور إعلامي بارز ونادر، وكان حدثاً استثنائياً مع ندرة ظهورهن في الإعلام وحديثهن، فكان وجودهن مميزاً وأثار إحساساً جميلاً على الجلسة أحسسنا بأن روح الأديب حاضرة فيه. هذا إلى جوار مشاركة الفنان الممثل عزة العلايلي الذي تحدث عن الأعمال الدرامية المقتبسة عن أعمال الأديب نجيب محفوظ الأدبية. وعن سؤال إن كان هناك دعم خاص للسيدات في المؤسسة، تؤكد سليمان إن نشاط المؤسسة يركز على تثقيف المرأة، وتعزيز مسألة القراءة، ففي "مؤسسة بحر الثقافة" هنالك تركيز على تعزيز مسألة القراءة من خلال توزيع الكتب، حيث تقرأها الكتب للمناقشة لاحقاً، ومن بعد تعزيز هذه المرحلة وتثبتت، ثم إنتقلت إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة التأثر وكيفية قراءته. ويتم التطرق في الجلسات إلى علاقة الكتاب، إن كان رواية أو شعر أو غيره بالموسيقى والموروث الشعبي. كما يتم تلقف أي بوادر إبداعية في الكتابة المحلية ليتم تطويرها وتبنيها بشكل جيد، من خلال دعم الكاتبة، كما حدث مع الروائية الإماراتية مريم الغفلي، هذا بالإضافة إلى تجربة ورشات الكتابة الإبداعية، فيتم من خلالها إستعراض أساسيات وتقنيات الكتابة، وبالنهاية هنالك عمل من قبل المشاركين في الورشات. وحول سؤالها إن كان برنامج "مؤسسة بحر الثقافة" سيسد الفراغ الذي تركه "المجمع الثقافي في أبوظبي" تعتبر سليمان أن "أي مؤسسة تقدم حراكاً ثقافياً، ستساهم في موزاييك المشهد الثقافي نفسه. وإن اختلفت أنواع المساهمة". لافتة إلى أن نشاطات المؤسسة ما زالت مقتصرة على الفعاليات التي تقام أثناء المعارض، أما الصالون فهو محصور بالعضوات، أو من تتم دعوتهن، لكن في المرحلة القادمة سيختلف الأمر مع وجود المبنى، كما ستنتقل الجلسات إلى أماكن مختلفة، وسيكون عملاً مؤسساتياً أكثر.