تعودين أحيانا إلى العمل بعد عطلة طويلة أو حتى إجازة أسبوع، فتجدين أنك مصابة بالإرهاق وغير قادرة على العمل. ويعزو الخبراء ذلك إلى التوتر الكبير سواء في العمل أو المنزل او في كليهما، إلى درجة توصل إلى الاحتراق النفسي. هذا ما أكدته الطبيبة الألمانية إيريس هاوت رئيس الجمعية الألمانية للطب النفسي والعلاج النفسي وطب الأعصاب، وقالت إن العلامات التحذيرية الأخرى للإصابة بالاحتراق النفسي تتمثل في التوتر وانخفاض الأداء واضطرابات المعدة والأرق وصعوبة التركيز، بالإضافة إلى الاهتمام بالعمل فقط وإهمال الأسرة والأصدقاء والنفس أيضاً. وأشارت الطبيبة الألمانية إلى أن استمرار هذه الأعراض لمدة تزيد على أسبوعين ينبغي أن يدق ناقوس الخطر، موضحة أن الاحتراق النفسي لا يعد مرضاً نفسياً في حد ذاته، وإنما يشكل حالة خطيرة للإنهاك الجسدي والعاطفي، قد ينجم عنها الإصابة بالاكتئاب مثلاً أو اضطرابات القلق أو الإدمان. وأردفت هاوت أن خطر الاحتراق النفسي يداهم بصفة خاصة الأشخاص، الذين لديهم طموحات عالية جداً، والذين يُقيّمون أنفسهم بالنجاح في العمل. كما أنه يصيب الموظفين، الذين يتعرضون لضغط الوقت والعمل بشكل متزايد. لذا ينبغي استشارة اختصاصي نفساني أو طبيب الشركة فور ملاحظة هذه الأعراض. ولمحاربة الاحتراق النفسي، توصي هاوت بوضع جدول زمني لليوم، بحيث يتم التوقف تماماً عن العمل داخل وخارج المنل بعد ثماني ساعات. ويتم تخصيص فترة المساء والعطلات للراحة والاستجمام فقط، ولا يتطلب الأمر أكثر من الاستلقاء على الأريكة أو التنزه مع العائلة أو الأصدقاء أو ممارسة الرياضة. ويشار أيضاً إلى ضرورة تغيير طبيعة الأكل عن الشعور بالإجهاد والارهاق المستمرين، والالتزام بأكل ينعش الجسم ويحافظ على معدلات الفيتامينات والهرمونات طبيعية، ولذلك تجدر زيادة تناول الخضار الورقية والفواكه والخضروات، والتخفيف من الأطعمة التي تثقل المعدة وتحتاج لفترات هضم طويلة او تسبب النفخة، مثل النشويات والبروتينات، بحيث يتم تناولها بكميات صغيرة جداً خلال اليوم. ومن الضرورات في هذه الحالة الحصول على قسط كاف من النوم، إذ يحتاج من يصاب بالاحتراق النفسي إلى ساعات طويلة وعميقة من النوم، يساعدة فيها المشي قبل ساعة النوم والاستحمام بالماء الساخن والقراءة في كتاب ممتع في السرير، وكذلك سماع الموسيقى المخصصة لاسترخاء الأعصاب. وفي حال استمرار المشكلة على الرغم من اتباع كل هذه التدابير، فقد يستلزم الأمر في بعض الحالات الخضوع لعلاج نفسي طويل المدى.