دعوة الدكتور خليفة المحرزي إلى أن تجوّع المرأة زوجها عاطفياً تثير الكثير من الجدل حولها. لكنها تستحق الوقوف عندها. إذ يشرح المحرزي في برنامج "صباح الخير ياعرب" على قناة إم بي سي MBC إن الرجل بطبيعته يهرب من المرأة التي تمنح الكثير من الحب، وأنه يحتاج إلى أن يجوع للعاطفة. ودعا المرأة إلى أن تحب نفسها أكثر، وتكف عن تقديم التضحيات الكبيرة، وتثبت وجودها فمعظم الحالات التي يصادفها تعطي فيها المرأة 70% من المشاعر والتضحية والوقت والعاطفة وتحصل على 30 %، بينما يحصل الرجل على 70% ويعطيها فقط 30% فهو ليس ميالاً لإهراق عواطفه ولا إلى التضحية بشيء يخصّه. يقول الدكتور خليفة إنه ووفقاً لدراسة أجراها حول الطلاق العاطفي بين الزوجين وجد أن سبعة من كل عشرة أزواج في مجتمعاتنا يعيشون حالة الطلاق العاطفي، وهي حالة توقف الحب وتبادل المشاعر بين زوجين. ويرى المحرزي أن الحب بين الزوجين يستمر فقط لمدة 18 عشر شهراً، بسبب وجود هرمون الدوبامين الذي يخف بالتدريج بعد الزواج ليحل محله هرمون الإكسوتاسين الذي يعزز مشاعر الود. وفي الحقيقة إن هذا الهرمون يفرزه الجسم لدى المرأة والرجل لحظة الوصول إلى الأورغازم بعد الممارسة الجنسية، وهو هرمون يعزز العاطفة بينهما ويجعلهما يشعران بالطمأنينة. حتى أن هناك فرضية أشارت إليها الباحثة في السلوك البشري هيلين فيشر والتي قالت فيها إنه كلما زادت الممارسة الجنسية بين الزوجين زادت العاطفة بينهما، العاطفة التي تنتمي لمشاعر الاطمئنان والراحة والهدوء والدعة، حتى إنه يسمى هرمون العناق. إن مايقوله المحرزي ليس دقيقاً تماماً من جهة أنه لا حب في الزاوج، يمكن مراجعة كتاب الطبيبة النفسية والباحثة كلاريسا بنكولا "نساء يركضن مع الذئاب" والتي وصفت هذه الحالة التي يحاول المحرزي شرحها، بأنها حب، موت، حب، وفسرتها بأن هناك حب يموت فعلاً بين الزوجين لكن ليحيا مكانه حب من نوع آخر، لكن كلاهما حب. ما يختفي ربما هو الشغف وحالة التوق والولع التي يعيش عليها المحبين، وهي بالفعل سببها الدوبامين - تشبه فيشر تأثير الدوبامين بتعاطي الكوكايين - نتذكر هنا وصف ابن سينا للعشق بالمرض، ووصف حال المحبين بأنهم قليلي الأكل والنوم كثيري السهاد يكابدون الليل في غياب المحبوب ثم ترقبه وترصد كل حركة من حركاته، إنها مرحلة الحب الأعمى.. أما عمّا قاله المحرزي عن قدرة الرجل على حب عشرة، بينما لا تستطيع المرأة إلا أن تحب شخصاً واحداً، فمسألة فيها وجهة نظر. قد تكون صحيحة هرمونياً، لكن ضوابطها الاجتماعية والأخلاقية والنفسية والعاطفية أيضاً لا بد أن تغلبها. لنتخيل لو كانت حياتنا مجرد سلسلة من الاستجابات لإفرازات الهرمونات، نستطيع عندها أن نبرر كل شيء: الخيانة، الغضب، العنف وغير هذه الأفعال كثير. التاريخ حافل بقصص الحب المكتنز بالتعلق والشعف والذي دام عقوداً، حتى بعد الزواج. زواجات استمرت أكثر من نصف قرن تخللها التعب لكن لا بد أنها وجدت حاملاً لها أقوى من هرمون الإكسوتاسين، بينما زواجات أخرى لم تستمر شهراً، السلوك الإنساني سواء أكان عاطفيا وعقلياً وجسدياً هو خلطة واحدة، لا يمكن أن ننظر في الهرمونات ونغفل الجوانب الأخرى. وأنت ما رأيك في هذه الافتراضات: يمكنك مشاهدة الحلقة على الرابط التالي: