يعتقد الكاتب السينمائي المصري أحمد عاشور أن التاريخ ليس دقيقاً، وأنه لا بد أن الكثير قد لحق بقصة الأختين "ريا وسكينة" عبر العقود، وربما تكونا بريئتين. لم لا؟ حقاً إن التاريخ ينطوي على الكثير من الأخبار الملفقة والتزييف، ورغم توثيق حكاية الأختان السفاحتان في ملفات الأمن، لكن ليس مستبعداً أبدا أن يلحق بها الكذب والمبالغة، خصوصاً وأن القصة أصبحت تغذي السينما والدراما التلفزيونية والحكايات الشعبية. لذلك سنشاهد في الفترة المقبلة فيلماً عن براءة الأختين يحمل عنوان "براءة ريا وسكينة"، وفي الحقيقة إن الأمر يصبح أكثر إثارة للجدل حين نعرف أن الكاتب عاد إلى الوثائق الرسمية ومحاضر الشرطة في ذلك الزمن والتحقيقات. وقد وجد أن هناك الكثير من الثغرات في القضية وأنّ وكيل نيابة سبق وأمر بإخلاء سبيلهما، ونتيجة لهذا القرار تمت تنحيته من التحقيق وإعطاء القضية لرئيس نيابة آحر أقرّ الجرم على الأختين. يعتقد عاشور إن شخص يدعى عزت سليمان، عضو مؤسس جمعية الصداقة البريطانية المصرية، استغلّ بديعة ابنة ريا، وحفّظها شهادة جديدة ملفّقة ضدّ ريا وخالتها سكينة بعدما أقنعها بأنّه سيفرج عن أمها لو شهدت بذلك. وهذا ما لم يحدث، إذ أُعدم كل من ريّا وسكينة وحسب الله وعبد العال. أما الطفلة بديعة فقد لقيت حتفها في ملجأ الأيتام الذي أودعت به واحترق بمن فيه بعد مدة قصيرة من إعدام عائلتها. يذكر أن الرقابة على المصنفات الفنية، رفضت العمل في البداية، فلجأ عاشور إلى القضاء، حيث القضية ما زالت قائمة، لكن الرقابة أجازت أخيراً تصوير الفيلم في مايو/أيار المقبل وهو من إخراج السوري عبد القادر الأطرش. ستقوم الممثلة رانيا يوسف بتجسيد شخصية سكينة، فيما تقوم الممثلة والمغنية بوسي سمير بشخصية ريا، ويجسد شخصية عبد العال الممثل أحمد منير.