ظاهرة بدأت تقلقنا نحن المتخصصين في مجال الأسرة، ألا وهي تلاعب بعض الأزواج بالشرع والدين من أجل المادة والمال ، حيث بدأنا نرى بعض الحالات لزوجات جئن يطلبن إثبات الطلاق البائن بينونة كبرى وهو المكمل للثلاث الذي لا يجوز للزوج أن يستمر معها بعد وقوعه. وعندما يأتي الزوج فنسأله نفاجيء بأنه ينكر وقوع الطلاق مستغلا عدم وجود معها حين طلقها ومستغلا أيضا رأي الشرع في أن الطلاق لا يثبت إلا بإقرار الزوج. بل وبعضهم أشد سوءا حيث يحلف على كتاب الله بالمحكمة وبكل الأيمان المغلظة انه ما طلقها وبالحقيقة هو يعلم أنه طلقها ولكنه الضمير الميت والكذب على الله واليمين الغموس التي تغمس صاحبها في نار جهنم والعياذ بالله. حين بحثت وراء الأسباب التي تدفع بعض الرجال لتلك الظاهرة الخطيرة وجدت ان سببها الرئيس هو خوف بعضهم من تبعات الطلاق المادية. حتى لو على حساب الشرع عنده ، فأهون عليه وأيسر –من وجهة نظره-ان يعيش الزوج بالحرام مع زوجة حرمت عليه شرعا ويعلم ذلك ولا ان يدفع لها نفقة لأنه يعتبر أن المطلقة والأبناء لا يستحقون منه إلا الفتات طالما طلقها. ومن الأسباب أيضا: أن بعض الأزواج لا يعترف بالطلاق الواقع منه ليتركها كالمعلقة تنكيلا لها . وبعضهم يفعل ذلك مساومة لها على دفع كل ما انفقه علي زوجته من 10 سنوات حتى وإن كان بينهما أبناء ويطلب منها أن تدفع مصاريف العرس وترد له الشبكة (الذهب) وتتنازل عن نفقة الأبناء وتعولهم كاملا وبالمقابل يقر بأنه طلقها ويعترف وإن لم تفعل فلن يعترف بطلاقه لها. حقا إنه الظلم والافتراء بكل ما تحمله الكلمة من معان حقا إنها مأساة كبيرة وإثم عظيم على أمثال هؤلاء الرجال الذين نسوا قوله جل في علاه: ( ولا تذروها كالمعلقة) و قوله سبحانه :( ولا تعضلوهن) وقوله جل شأنه ( ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا) . لقد توعد ربنا سبحانه امثال هؤلاء الرجال وشدد عليهم حين قال سبحانه: ( ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) . ومن الأسباب أيضا أن بعض الرجال ينكر الطلاق كيدا في عائلة زوجته قائلا لهم: (سأجعلكم تتبهدلون بالمحاكم أنتم وبنتكم)... وبعضهم يفعل ذلك ليوصل الزوجة ان تطلب هي الخلع وتتنازل عن كافة حقوقها ظنا منه أنه بذلك قد انتصر والحقيقة انه بذلك الحق الذي أخذه منها عنوة قد أكل سُحتا والنبي يقول : ( لجسد نبت من سحت – اي من حرام- النار أولى به) . وأعرف بعض الحالات أجبرها زوجها أن يظل بالبيت معها بعد طلاقها بالثلاث مقابل اعترافه بالطلاق بالمحكمة واضطررت الزوجة للموافقة لقلة حيلتها او لغربتها او لعدم قدرتها على توفير مسكن لأولادها أو لجهلها بأحكام القانون ولكني أقول لها بأنها بذلك تشارك في إثم لأنه لا يجوز بقاء الرجل بعد ان حرمت عليه الزوجة شرعا بالبيت خاصة لو كان الطلاق بائن كيف له ان يعيش معها تحت سقف واحد وقد صارت غريبة عنه؟ وماذا سيقولون للصغار عندما يكبروا ويرون هذا الوضع الغير شرعي ؟ إنه أيضا تلاعب بالشرع لا يجوز. رسالتي لكل من سلك هذا المسلك وأنكر الطلاق لأي سبب من الأسباب السابقة أقول له : أترضى ان تعيش في حرام؟ صدقني الخراب سيحل ببيتكما يوما ما وستنزع البركة من حياتكما ورزقكما وأبنائكما أقول ذلك من خلال خبرات وتجارب رأيناها وصادفنا مطلقات ندمن حين خالفن الشرع واتبعت الواحدة منهن هوى طليقها تقول إحداهن: رضيت بأن أرضى وهو بالبيت وهو محرم علي ولدينا فقط طفلة عمرها سنة يعني حتى ليست محرم لي منه فأصابتنا الحوادث والحرائق بالبيت ونزع البركة والأمراض المتتالية وكارثة وراء كارثة وكنا نقع في الخطأ رغم أنه مطلقني كنت أتساهل مرات وأجلس أمامه كأنه ما زال زوجي وزين لنا الشيطان كثير من الأخطاء فلما عزمنا تطبيق الشرع وتثبيت الطلاق والافتراق حسب الشرع عادت حياة كل منا أفضل مما كانت عليه .