يقيم الفنان والمصور الفوتوغرافي الإسباني العالمي فيرناندو مانسو (وُلد بمدريد 1961) أول معرض له بدولة الإمارات العربية المتحدة في دبي تحت عنوان "أنوار شاحبة". ويتضمن المعرض مجموعة مختارة من الصور الأخاذة التي ترصد بعدسة خلاَّقة لحظاتٍ منزوية ونابضة في آنٍ معاً، بعضها من الطبيعة وبعضها الآخر من المجتمع، ويشير عنوان المعرض إلى محتويات المعرض والمزاج الذي يغلب عليه والذي ينعكس في الصور المختلفة فيه. فقد اعتاد فيرناندو مانسو السفر والترحال حول العالم كأحد أبرز المصورين الفوتوغرافيين المحترفين من جهة، وكفنان تتنقل معارض أعماله بين أهم مدن العالم، ويشتهر مانسو بتصوير المناظر الطبيعية والمعالم المعمارية الساكنة في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا والشرق الأوسط. ويلتقط مانسو صوره الأخاذة بكاميرا كبيرة النسق. ويختار مانسو التصوير بتقنية التعريض المطوَّل لإزالة أي حضور أو أثر للإنسان، ليجد من يشاهد الصورة نفسه في خلوة ذاتية مع المشهَد. وثمة سمة غالبة في أعمال مانسو هي اختيار لوحة ألوان الأزرق الهادي/الرمادي التي تميل بأعماله نحو المدرسة التبسيطية، فهو يفضل درجات الألوان الخافتة التي تختفي شيئاً فشيئاً نحو سماء بيضاء تلوح بالأفق. وتبدو أعماله كأنها من عالم آخر، عالم متخيَّل، وتحنُّ أعماله إلى ذكريات مبهمة تجول في ذهن صاحبها. وترصد عدسة مانسو ببراعة مبدعة عالماً مترابطاً يجمع النباتات والمعادن والسوائل، وخرير المياه فوق الصخور، والأشجار الصامتة السامقة نحو عنان السماء، والصخور التي تعكس كمرآةٍ الغيوم الرمادية. ويلاحق مانسو شروق الشمس والمد والجزر ليرصد بعدسته الطبيعة المغشية بضباب كثيف إلى الحد الذي يجد فيه مَن يشاهِد تلك الصور نفسه بين ثنايا الطبيعة. ولابد أن يذهل المُشاهد بالإبداع في تحويل الواقع إلى لوحة خالدة تكشف أشياء كثيرة تغفل عنها العين المجردة.