مندفعة في عالم الفن بروحية فنانة متجددة لا تهدأ ولا يكل عن استكشاف الجمال، هكذا تأخذكِ لوحات وأحاديث الفنانة الإماراتية الشابة نور السويدي إلى عالمها المتفاعل مع من حولها. فالفنانة الحاصلة على درجة الماجستير كقيمة فنية في مجال التصميم المعاصر من جامعة كينغستون في لندن، تجدينها تارة راعية وقيّمة لمعارض الفنانين الشباب ذوي الرؤيا والبصيرة الفنية الحادة، وتارة قائدة لحوارات وندوات ثقافية لإغناء المشهد التشكيلي الإماراتي وتسليط الضوء على موهبه وإمكانياته، سواء داخل الإمارات أو ممثلة لبلدها في الخارج. وبين هذا وذاك تعد نفسها فنانة متفرغة لفنها تعكف لفترات طويلة بين ألوانها البهيجة في مرسمها الخاص لتحضر لمعارضها، وهي التي تتسم بأسلوبها المميز المعروف ببصمتها منذ عدة سنوات، ألا وهو المزج بين التركيب البصري للمساحات اللونية البهيجة المستوحاة من الطبيعة بهيئة طلاسم لرسم البورتريه. أما اليوم فهي تتمرد على أسلوبها بالتجربة والاستكشاف لتأتي بمساهمة ضمن تكليف "مهرجان أبوظبي للفنون" بلوحة "تعكس الجمال والطبيعة بهيئة الزهور المجردة"، وهذا ما أطلعت عليه "أنا زهرة"، في حوار سريع على مدخل معارض "رؤى إماراتية" و"نظرة من الداخل" و"أعمال التكليف الحصري من مهرجان أبوظبي" المقامة حالياً في فندق قصر الإمارات في أبوظبي، ضمن فعاليات المهرجان المستمر حتى يوم 20 من الشهر الحالي. كيف ساهم الدعم والتكليف الحصري من قبل مهرجان أبوظبي بعملك الفني الأخير؟ الدعم للفنانين الإماراتين مهم جداً لغرض التطور ، وكان هذا دافع قوي ومهمم بالنسبة لي عندما تم تكليفي من قبل مهرجان أبوظبي (ADMAF) في هذه المرحلة، وذلك لغرض تطور نتجي الفني، فقد دخلت إلى موضوع جديد، أعدت فيه النظر ملياً بالتجربة والإستكشاف، فما عادة لوحاتي تتركزعلى التشخيص والبورتريت، مع إنها كانت دائماً مستلهمة من الطبيعة والحياة الطبيعية، حيث كنت أستكشف العلاقة بين البشر والطبيعة، لكن الآن تحول إهتمامي إلى الطبيعة بذاتها بصياغتي ولغتي الفنية. فقد أحببت إعادة النظر إلى اللوحات الزيتية للقرن التاسع عشر للفنانين الفرنسيين، والتي تحمل محتوى الإحتفال بالثقافة والطبيعة والجمال، خاصة بالوقت الحالي مع كل الأمور السلبية التي تنتشرعن العالم العربي في الغرب، ركزت على دور الفنان العربي وما يمثله، كوننا موجودين على الأرض لنضيف الجمال على العالم. فهي نظرة إيجابية نبرز بها الجميل لنمثل رسالة إنسانية خالصة. وأنا هنا لا أتفادى السياسة أو الدين في أعمالي، لكنني أعدها أعمالاً شخصية وتعبر عن ذاتي وتجاربي، فأنقل أفكاري بكل صراحة وحرية، كما لا أخشى الإنتقاد، كأن يقول بعض المتلقين بأنها مجرد لوحة زهور، فلا أعير إهتماماً لهذا الرأي، كوني أعكس فكرة الجمال والإحتفال به، وهذه فرصتي كفنانة للتكلم مع الجمهور وإثارة هذا الموضوع فيهم. نرى في الفن النسوي العالمي والعربي على مر التاريخ علاقة خاصة بين المرأة الفنانة والورد؟ كيف تفسرين ذلك؟ بالفعل، هنالك تاريخ طويل للفن النسوي مع المرأة، وهنالك علاقة وثيقة بينهم، مثال على ذلك الفنانة كييف. وهذا ما حرصت عليه من خلال لوحتي، بأن أعيد النظر إلى تاريخ الفن في العصر الفرنسي المزدهر، لماذا أهتم فنانو تلك الفترة من العصور برسم الورد؟ حين كانت فترة أزدهار من الناحية العلمية والثقافية؟ وهذا ما يقودنا إلى المقارنة في الحاضر المزدهر الذي تعيشه الإمارات اليوم، فنحن كذلك هنا، خاصة في أبوظبي، نعيش وضع إزدهار ثقافي. مع حرصي التام على إعادة النظر إلى هذه اللوحات التاريخية بصياغتي ومشاعري وبصمتي الخاصة. ما المواد والألوان المستخدمة في هذه اللوحة؟ إنها لوحة مواد مختلفة (مكس ميديا)، من مادة الجيسو والباستيل بطبقات متعددة لتحقيق ملمس ظاهر، كما أستخدمت قماش الكانفاس غير الملون، لأنني أحببت اللون الطبيعي، لون الأرض، فهو الأقرب إلى الطبيعة. أنا في مرحلة أود فيها الإبتعاد عن الكانفاس الملون بالأبيض، وأستخدم مادة الجسو فقط لختمه بمادة عازلة. كقيمة فنية، ما رأيك بالمعرض الحالي "رؤى إماراتية" حيث يشترك أكثر من 37 فنان من 12 بلد عربي، بتنظيم مؤسسة "فوتوفست انترناشيونال العالمية"، لتقديم الفن العربي المعاصر بالصورة والفيديو والأعمال التركيبية، بأول معرض لهم في الشرق الأوسط برعاية مهرجان أبوظبي، إضافة إلى معرض "رؤى إماراتية" الذي يعرض تجاب الفنانين الإماراتيين المعاصرين؟ إنه معرض قيم جداً، وهذه شهادة بأن مهرجان أبوظبي يأتي كل عام بمعارض مهمة جداً، فيها تركيز على لأعمال الفنية ذات المستوى العالي جداً. ولكون هذا المعرض يخرج من العالم العربي، فإنه يكون قيمة وطنية وممثلة للمرحلة. وهذا دائماً ما أحرص عليه عندما أكون في الغرب، دائماً أثقف الناس عن الفنانين العرب، حيث أرى دوري خارج الدولة، ممثلة عن الفنانين العرب وليس فقط كفنانة إماراتية، ودائما أجذب الإنتباه إلى فنانين من حولي هم قدوة بالفن المعاصر مثل أحمد ماطر ومنا ضويان، وطارق الغصين، وهذا المعرض يمثل اللحظة، لحظة توثيق في العام 2015 لما ينتج على مستوى عالي من الأعمال الفوتوغرافية والفيديو.