لا يمكننا أن نقول عنه إنه مجرد كهف، فجماله وغرابته تزداد بالمناطق المحيطة به والتي تخطف أنفاس كل من يزورها. إنها مساحة من الجمال الرباني والتي يطلق عليها أهلها الفيتناميون حديقة "فونغ نها كي بانغ" الوطنية. الحجار والصخور المدهشة التي يجدها زائر الكهف في هذه المنطقة تستحق أن تكون من العجائب، فالتجاعيد والانحناءات والثنيات والألوان كلها لا تتكرر في بقعة ثانية من كهوف الأرض كما يقول خبراء الطبيعة. يزيد في متعة الزيارة النهر الجميل الذي يوصل إلى مدخل الكهف والذي تعلو منه حقول صغيرة ومدرجات جبلية يتهافت السياح على الصعود إلى قمتها والتقاط صورة هناك ورفعها على حساباتهم في فيسبوك وتوتير وانستغرام، إنها حقا صور تستحق التباهي بها، فليس كل يوم يزور المرء هذه المنطقة الرائعة من العالم. كما يمكن ركوب الحبال المعلقة بين الجبال فوق النهر الكبير، والتمتع بمغامرة الانتقال من طرف إلى آخر عبر الانزلاق على الحبال ومشاهدة الطبيعة من الأعلى. ورغم درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية في فصل الصيف، إلا أن السياح يتدفقون من كل مكان، ولكن أفضل الأوقات لزيارة فيتنام هو فصل الخريف الممتد من أيلول وحتى نوفمبر حيث تكون الرطوبة أقل ودرجات الحرارة لطيفة. وإذا كنت تعشقين الأكل الآسيوي المعروف بأنه من أكثر مطابخ العالم صحية وفائدة، فإن القرى القريبة والمنتجعات توفر أشهى أطباق السمك والمعجنات الشهية الفيتنامية والأرز المسلوق والذي لا يمكن أن يزيد وزنك مهما أكلت منه. تكاد تكون فيتنام محطة أساسية لعشاق السفر والمحترفين فيه ومحبي الطبيعة العذارء، فهي بلاد تجمع بين جمال الطبيعة وتوفر الخدمات السياحية ورخص الإقامة والحياة فيها وطيبة أهلها وترحابهم بالغرباء، وفوق كل هذا الأمان في الطرق وأماكن السهر والغابات والمناطق السياحية. فما رأيك أن تكون وجهتك المقبلة هذا الخريف إلى فيتنام؟