أجتمعت أحلام وطموحات إثنتين من الشابات الإماراتيات لتشكلا فريقاً رياضياً واعداً بمستقبل صحي وحيوي في الإمارات. وليدب في جسد المجتمع الإماراتي الحماسة لممارسة الرياضة منذ نعومة الأظفار. هذه الرسالة كانت فحوى المبادرة الإجتماعية التي عملت عليها كلاً من مريم العميرة وآمنة المنصوري منذ ثلاث سنوات لترى النور في إحتفالات الربيع بمركز الغاليريا في جزيرة المارية.

وللتعرف أكثر على هذه المبادرة، كان لـ"أنا زهرة" اللقاء التالي مع الشابتين. 

ما هي مبادرتكما، وما الطريق إلى تحقيقها؟

نحن نطمح في أن يتخلص المجتمع من الكسل، ويهم بإتباع الرياضة أسلوباً يومياً لحياته، فنحن في الأصل رياضيتان، نمارس لعبة كرة القدم منذ الصغر، وقد ألتقينا قبل خمسة سنوات في ملاعب الكرة، ومن هناك أصبحنا صديقتين وأصبحت أحلامنا تكبر معنا، حتى بدأنا نتلمسها بشكل واقعي الآن. وترتكز المبادرة على ثلاثة محاور، الأولى القيام بجولات توعية وتثقيف وتدريب في الأماكن العامة مثل المدارس والمستشفيات لجذب إهتمام الناس وتشجيعهم على ممارسة الرياضة البسيطة من دون إستخدام أجهزة مراكز الرياضة (الجيم)، بل أن تكون الحركة هي نظام الحياة منذ الصغر، وقد أسمينا هذا البرنامج (كورت11).

أما المحور الثاني وقد أسميناه (كورت أكتف)، فسوف يتحقق قريباً في شهر سبتمبر من خلال إنشاء مراكز للتدريب للنساء والأطفال، حيث يمارس الأطفال من عمر سنتين أولى نشاطاتهم الرياضية والتدريب على الألعاب المختلفة، ومن هنا بإستطاعتنا تنمية قدرات الأطفال الذين يجدون في أنفسهم ميول لإحتراف الرياضة وتوجيههم فيما بعد إلى الأكاديميات الرياضية المعتمدة في الدولة، مثل أكاديمية نادي الجزيرة وغيرها، وهذه فرصة لنا أيضاً للمساهمة في تأسيس منتخباتنا الإماراتية الوطنية وإكتشاف المواهب.

والمحور الثالث هو (كورت 9)، وهو عبارة عن مجموعة منتجات مكتبية وملابس رياضية تشجع الناس وتحفزهم على ممارسة الرياضة، وهي عبارة عن سلسلة من الأقلام والدفاتر التي يمكن إستخدامها أثناء التدريبات الرياضية لتسجيل نظام التغذية والسعرات الحرارية التي يتم حسابها أثناء ممارسة الرياضة، كما أنها بأشكال أنواع من الرياضة مثل الفروسية وكرة السلة والتنس، وكذلك التي-شيرتات ذات التصاميم المميزة التي عملنا عليها نحن الإثنتان بما أننا درسنا التصميم في الجامعة.

كيف أعددتم لظهوركم الأول في مركز الغاليريا؟

نحن ممتنون لإستضافتنا في مركز الغاليريا للكشف عن مشروعنا ومخاطبة الناس والتعريف به من خلال الورشات والحلقات النقاشية التي أقيمت في أروقة المول، وهذا أمر مفيد جداً لتعريف الناس على أهدافنا والإستماع إلى إستفساراتهم، وكذلك إبداء النصح ببعض التمارين الرياضية، وإقتراح وجبات غذائية صحية.

وماذا سيختلف (كورت آكتف) الذي أشرتما إليه، أو النادي الرياضي عن صالة الألعاب الرياضية (الجيم) المعتادة؟

سيكون ناد للسيدات والأطفال فقط، حيث تمارس السيدة تمارين رياضية داخل النادي، وكذلك أطفالها إن كان لديها أطفال في ذات المكان، علماً أن النادي لن يحتوي على أي أجهزة تدريب، بل سيعتمد على المدربين الرياضيين المحترفين لممارسة تمارين وألعاب حركية مفيدة، مثل رياضة الدفاع عن النفس، والكروس فيت، ورياضة إبعاد التوتر وغيرها.

كيف أتتكم الفكرة، ومن يدعمكم فيها؟

نحن كما ذكرنا رياضيتين، نحب الكرة وقد ساهمنا بتكوين فريق نسوي لممارسة كرة القدم أسميناه (ياس لينك)، حيث نقيم دورياً مباريات للنساء وبطولات، حتى وصلنا إلى مشاركة 84 في إحدى اللعبات. وهذا أمر مفرح، لكننا نفتقر إلى ناد لممارسة هذه النشاطات، لذلك فكرنا بإنشاء ناد نسوي يجمع كل من تهتم بالرياضة وتمارسها بشكل جماعي، كما أننا نحلم ونأمل بالمزيد، وهذا ما عملنا عليه بجهد وتمويل ذاتي، فنحن متفرغتان لدراسة وتنفيذ هذا المشروع منذ ثلاثة سنوات، وعسى أن يرى النجاح والنور قريباً!