كنت قد يمّمت وجهي شطر دبي في فصل الشتاء. التوقيت بحد ذاته كان مثالياً؛ ذلك أن دول الخليج العربي أكثر ما تكون ملائمة للسياحة في هذا الوقت من العام؛ ذلك أن الحرارة تكون معتدلة وفي الوقت ذاته تكون نسبة الرطوبة مقبولة، بل هي تؤمّن المتواجدين من برد الصحراء القارس. كنت قد بحثت عن منتجعات دبي البحرية الشاطئية؛ لأختار من بينها ما يوفر خدمات سياحية على درجة رفيعة، مع مراعاة القرب من البؤر السياحية في المدينة، كذلك الأمر. تحققّ الشرطان في منتجع أتلانتس، الذي كنت قد شاهدت صوراً كثيرة له في السابق. التكلفة كانت معتدلة واعتيادية، بالمقارنة مع درجة الشهرة التي يحظى بها المنتجع على المستوى العالمي وليس على مستوى الإمارة فحسب. أكثر ما راق لي أثناء مكوثي في أتلانتس كان منتزه أكوا فينتشر المائي، الذي قيل لي بأنه الأكبر على مستوى المنطقة، بالإضافة لواجهات الغرف البحرية، والتي تُدخلك في عُمق التجربة المائية في أجواء أقرب للخيالية. بالإضافة لما سبق كله، يؤمّن المنتجع خيارات عدة فيما يتعلق بالأطباق القادمة من مطابخ عالمية كثيرة، عدا عن صالات السبا والتدليك واللياقة، والتي يتفرّد أتلانتس بجودتها على مستوى منافس لكل ما شهدته من فنادق في السابق. القرب من برج خليفة الذي يُصنّف وفقاً لموسوعة غينيس العالمية كالبرج الأطول في العالم، وكذلك القرب من مجمع الإمارات ومجمع دبي ونادي الغولف كان ميزة كبيرة كذلك الأمر. تبرهن دبي من خلال أتلانتس خصوصاً، والحركة السياحية النشطة عموماً وما تنطوي عليه من استقطاب أسماء عالمية في حقل المنتجعات والفنادق، بأنها تستحق ريادتها عربياً بامتياز؛ ذلك أنها لا تعمل فقط على اجتذاب هذه التوكيلات العالمية فحسب، بل تتطلّع لمنظومة نهوض شاملة على الأصعدة كافة من حيث المشاريع الترفيهية المرافقة (كما تفعل حالياً بخصوص الحدائق العالمية الثلاث التي سترى النور قريباً وهي موشن غيت وبوليود باركس وليغولاند دبي) وكذلك عنايتها بالبنية التحتية وتحديثها (وهو ما يرمز لعدم إيلاء المهرجانات والمناسبات السياحية اهتماماً آنياً فقط، بل النظر بعين الاهتمام لعامل الاستدامة)، بالإضافة لتوفيرها عامليّ الثقة والأمان لدى المستثمر والزائر على السواء، وهي بمجملها شروط تضمن ريادة كالتي باتت دبي معروفة بها عالمياً.