عزيزتي زهرة، الإرادة هي سلاحك السحري لتحطيم اليأس والتغلب على الصعاب وتحقيق أمنياتك بإذن الله. والإرادة القوية تجعلك في حياتك قائدة لا منقادة. تجعلك تسعين بمثابرة وإصرار لتحسين حياتك والوصول إلى حالة الرضا والسعادة. وهذا يعني إصرارك على التمسك بكل ما هو إيجابي ونافع والتخلي عن السلبية واللامبالاة. فتحقيق التوازن والاستقرار في حياتك مسؤوليتك أنتِ، فما هو دورك في حياتك يا زهرتنا؟ علاقتك بزوجك متوترة وزحف إليها الجفاء! لا تلتزمي موقف المتفرج الصامت أمام حياتك الزوجية التي تنحدر للأسوأ. اكتشفي الثغرة أو الثغرات التي توسع الفجوة بينك وبين زوجك يوماً بعد يوم. لا تستسلمي للواقع وتعلني الحرب الباردة على زوجك، فهو شريك حياتك وليس عدوك. اسعي لتحسين العلاقة معه لا لتدميرها. لا تسمحي له بإخراجك من دائرة اهتماماته، افرضي وجودك الجوهري في حياته بذكاء، بمحبة، باهتمامك بنفسك وبه. تشعرين أن الفوضى تعم حياتك! لست راضية عن مظهرك أو ترتيب منزلك أو تحديد أولوياتك! ما هي الإجرائات التي قمتي بها إذاً لضبط حياتك ومحاربة الفوضى التي تعمها؟ كيف اعتنيتِ بنفسك وبمظهرك؟ كيف رتبتي أولوياتك؟ ليس أسوأ من الحياة الفوضوية يا زهرتنا، المظهر الفوضوي في المنزل أو في شكلك لا يجلب الراحة للنفس بالتأكيد. فتغلبي بإرادتك على عيب الإهمال فيك واحرصي على التنسيق الجميل لمنزلك وملابسك وكل مايخصك. وأعيدي ترتيب أولوياتك في الحياة كي لا تهملي الأمور المهمة وتضيعي وقتك وجهدك بما هو ليس مجدياً. تشعرين بالفراغ والضجر! كيف حاولتِ التغلب على الملل وبماذا سعيتِ لملئ وقتك؟ وما هي النشاطات التي باشرتي بالقيام بها لاستثمار وقتك بما ينفعك؟ لا تستسلمي للملل فهو أول الطريق للكآبة. وتغلبك على الملل يكون بتغلبك على الكسل وخلق حافز يشجعك على الاهتمام بشيء ينفعك ويسعدك ويسليكِ أيضاً. تعانين من ضعف تقييمك لذاتك! هل تعملين على تقوية شخصيتك ودعم ثقتك بنفسك؟ هل حاولتي النهوض بنفسك إلى الأفضل؟ إذا كنتِ محتاجة للإرشاد لكيفية دعم الثقة بالنفس والتطوير الإيجابي للشخصية فالمعلومات الوافرة والاقتراحات المفيدة متاحة أمامك من خلال بعض مواقع الانترنت و برامج التلفاز والكتب الهادفة. عزيزتي زهرة، مهما كانت الظروف صعبة من حولك فاعلمي أن إرادتك القوية تمكنك من التغلب على كافة المشاكل بإذن الله. ولكن الإرادة لا تكفي إن لم تقترن بعمل يترجمها إلى واقع. لا تسمحي للآخرين بتحطيمك وكسر معنوياتك، أنتِ قادرة على الإمساك بزمام أمور حياتك. فاحرصي على نفع نفسك، وتعلمي من أخطائك، وتخلصي من الأفكار المسمومة السلبية ومن الطباع المنفرة فيكِ إن وجدت. قاومي الكسل واقهري الإحباط واشحني همتك واسعي لإصلاح أمورك. احتفظي بطاقتك الإيجابية وإياك أن تهدريها بالتدقيق على صغائر الأمور والتوتر لأسباب تافهة. تقربي إلى الله واستشعري رحمته ورسخي قوة يقينك بلطفه وكرمه وعدله، وتذكري قوله تعالى (إن ينصركم الله فلا غالب لكم). إن تقوية الجانب الروحي في نفس الإنسان تأمن له الاستقرارالنفسي والطمأنينة ومن دونهما لا تتحقق السعادة. لا تجعلي فضولك يجرك إلى الغوص في الأخبار المقيتة والأحداث السلبية، وسماع شكاوى الناس التي لا تنتهي. اسعي لملأ عقلك بأفكار إيجابية بشكل عقلاني ومنطقي. تجنبي التباؤس لكي يتجنبك، وأحبي السعادة لكي تحبك.