لن اتطرق في كلماتي هنا عن موضوع تعدد الزوجات من ناحية فقهية لا من قريب ولا بعيد، ولكن ما أردت طرحه هنا هو ظاهرة باتت تؤرق كثير من المتزوجات وقد يحتد بسببها الخلاف مع الزوج وقد يسوقهما ذلك لتدمير الأسرة وطلب الطلاق من الزوجة، لماذا؟ لأن بعض الأزواج بعد زواجه بالثانية يفرض أحيانا على الأولى ان تعيش معها الزوجة الثانية بنفس بيت الزوجية مما يسبب مشاكل كبرى لا تحمد عقباها، وأنا لا أتكلم هنا عن بعض الحالات الاستثنائية لزوجات رضين بهذا الوضع بل وطلبن ذلك من الزوج وكانت علاقتها مع الثانية "سمن على عسل" كما يقال، أو عن الزوجات اللاتي اشترطن على الزوج أن يأتي بالثانية لتعيش معها بنفس البيت وكان ذلك برغبتها لحاجة في نفس يعقوب، لكني أتكلم هنا عن زوجات فرض عليهن هذا الوضع فرضا وهو وجود ضرتها معها بنفس سكن الزوجية هل هذا وضع صحي للأسرة ومناسب لكلا الطرفين؟ تقوق الزوجة منى: تزوجنا من 10 سنوات ورزقت منه بطفلين وما أن فتح عليه بالرزق وحصل على عمل أفضل وصار تاجراً ميسور الحال وجرى المال بيده إلا وبدأ التفكير بالزواج بأخرى، بحجة انه رجل مقتدر رغم أني لم أقصر معه بشيء من حقوقه ولكنه اصر على الزواج بأخرى وكانت حجته دوما أن يقول لي : "هو أنت عايزاني أمشي بالحرام؟" ويقول: "الشرع حلل لي الزواج بأربع لماذا تعترضين؟" تقول الزوجة: وكأنه طبق الشرع كله وبقى هذا الأمر، وقد وقعت مشاكل بيننا وتعبت منه كثيراً مما اضطرني للموافقة على الزواج رغما عني. فكانت الضربة الثانية أقوى فبما أننا نعيش في فيلا كبيرة مع أولادي أصر زوجي أن يسكن ضرتي معي. بالبداية وافقت ولكن لم اكن أعلم أني حفرت بهذه الموافقة بقلبي حفرة من نار تزداد عمقا يوما بعد يوم، فالزوجة الثانية تصر على جرح مشاعري بحركات الدلال الزائد مع زوجي أمامي وأمام الأبناء وتقبله وتحتضنه والنار تكويني كل يوم ألف مرة، خاصة أنها أصغر مني ب9 سنوات وزوجي فرح بها ولا يردها عن فعلها ويتقبل منها كل شيء أما انا فلا أسمع منه إلا النقد والعتاب. ولخوفي على أسرتي كتمت مشاعر الآسى والحزن وصبرت قرابة 5 أشهر لكني الآن قد فاض بي وطفح الكيل فطلبت منه من أسبوع مضى أن يخرجها لسكن أخر أو يخرجنا نحن لبيت مستقل حفاظا على مشاعري لأني صرت عصبية ولا أهتم به لكونه لا يهتم بي مثل العروس الجديدة فرفض زوجي الاستجابة لطلبي هذا فجئت أطلب الطلاق . تعليق على المشكلة: قلت للزوجة لا تتسرعي بطلبك للطلاق لأن المشكلة يمكن حلها، وبحضور الزوج بدأت أعطيه تلك النصائح والتوجيهات له ولكل مقبل على الزواج بأخرى فقلت له:أخي الزوج الفاضل من واقع التجارب والمشاكل الأسرية تبين أن جمع زوجتين ببيت واحد أمر غير صحي نفسيا ولا أسريا لجميع الأطراف، ولو كان مفيدا أو فيه خير لفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي منَّ الله عليه بتسع زوجات لم يسكنهن ببيت واحد مع أنهن خير النساء، لأنهن امهات المؤمنين وصفوة نساء الدنيا. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلمنا كيف نتعامل مع سكنى عدة زوجات فجعل لكل واحدة بيتا مستقلا يسمى (الحجرة) ومجموعها "الحجرات" حتى نزلت سورة باسم بيتوهن تسمى (سورة الحجرات) في إشارة لإعطاء الخصوصية لكل زوجة ببيتها، ومنعا لوقوع الغيرة والمشاكل إذا جُمعن ببيت واحد وتلك حكمة نبوية لابد من الالتفات إليها وتطبيقها. سيقول بعض الأزواج متحججا إن ظروفي المادية لا تسمح باستئجار بيتين للزوجتين نقول له: ولمَ التعجل بالزواج إذن بأخرى دون ضرورة ملحة، وانت غير قادر على توفير سكن مستقل لكل منهما؟ اللهم إلا إذا كانت الأولى مريضة وتريد من يساعدها برضاها وتكون بنفس الوقت أختاً لها تقف معها بمرضها وزوجة لك بنفس الوقت، هذا لا مانع فيه لأنه برضا كافة الأطراف وتفرضه الظروف. أما ان يفرض ذلك على الزوجتين معا فذلك عواقبه وخيمة وخطيرة على الأسرتين معا فلا داعي من فتح باب المشاكل لأن المرأة جبلت على الغيرة وأقل المواقف ستشعل نار الغيرة بينهما وانت ستتعب ولن تهنأ مع هذه أو تلك . كلمة اخيرة،،، أخي الكريم أيها المقبل على الزواج بأخرى ..احذر أن تختار زوجة معجبة بنفسها، ولا من تكون محتالة بمكرها وكيدها، أو غدارة ‏معتدية على الغير، ولا تختر البيضاء وصاحبة القلب الأسود، ولا تختر التي تبدي الحب والرضا، وفي ‏قلبها مكر وكيد، لا تختر من تظهر الطاعة، وتبيت في رأسها كل العصيان والتمرد. بعد الاختيار السليم المبني على العقل أكثر من العاطفة، اطلب من الزوجة الثانية أن تحسن علاقتها بالأولى وتتقي الله فيها وحاول بناء علاقة أخوة وتآلف بينهما، وإياك أن تسكنهن ببيت واحد فالتجارب أثبتت فشل هذه الخطوة إلا في حالات نادرة جدا جدا. وبعد إسكان كل واحدة ببيت مستقل عليك بعد ذلك بالعدل. فإذا أكرمت هذه، فلتكرم تلك، وإذا قدرت هذه فقدر تلك، وساوي بين الزوجتين ‏عدلاً وإنصافاً. اقرأي أيضاً: قصة واقعية: يخجل من صور والدته على انستغرام! قصة واقعية: طريقة خاطئة لتحفيز الزوج جنسياً حقيقة الأبوة صور عائلية طريفة