لكِ أيتها الزوجة الفاضلة التي طال بها الزمن وهي تتتوق أن تصبح أماً ويملأ حياتها طفل من صلبها... نوجه كلماتنا إليك ونتمنى أن يكون لها أثر طيب في نفسك: نعلم ماتعانيه الزوجة المنتظرة للحمل جيداً وللأسف قد تكون معاناتها تؤثر على حياتها اليومية بشكل كبير فقد تترقب حملها كل شهر وتشعر بالتوتر عند اقتراب موعد الدورة الشهرية وما إن تكتشف أنها ليست حاملاً حتى تنهار وتتحطم نفسيتها وتحتاج لعد أيام لتجاوز الشعور القاسي، وما إن تبدأ بتقبل الواقع حتى تعود للدوامة نفسها مع اقتراب موعد العادة الجديد. مع الأخذ بالأسباب والكشف الطبي والالتزام بالعلاج الضروري فلنتحدث عن الجانب النفسي لأنه أمر بالغ الأهمية لك ولزوجك وحتى لرفع نسبة احتمال حصول الحمل بإذن الله. أحياناً تكون كلمات المواساة آخر ما تود المرأة المنتظرة للحمل سماعه، بل وقد تبدو تلك الكلمات بأنها عدم مراعاة لشعورها على العكس من هدفها. فقد تقول امرأة منجبة لأخرى تنتظر الحمل بفارغ الصبر (أحسدك لأنك مرتاحة من الهم والانشغال بالأولاد) فتطعنها في صميم قلبها بتلك الكلمات الحمقاء التي تثير الحزن ظناً منها بأنها تواسيها. على كل امرأة تتعذب من كلام الناس لها فيما يخص هذا الموضوع أن تتجاهل كلام الآخرين تماماً وتدعم ذاتها بقناعة أنه لا داع للحساسية الزائدة فليقولوا ما يشاؤون لن تسمح لنفسها بالالتفات إلى حماقات البعض إن كانت مقصودة أو غير مقصودة. اعتمدي أسلوب التجاهل ولا تسمحي لنفسك بتحليل المواقف والكلام مطلقاً فأذكى النساء يا زهرتنا هي التي لا تلقي بالاً لكلام الناس وتعتني بنفسها وشؤونها متجاهلةً كل الأحداث السلبية في حياتها. وبكل الأحوال لستِ محتاجة للمواساة يا زهرتنا إن كنت من فئة النساء المنتظرات للحمل. نعلم أنك تشعرين بالضيق بلا شك ولكنك لست تحت وقع مصيبة، ضعي هذا في بالك أولاً. كل إنسان يمر بضيق في حياته ولكن الفرق كبير بين تعسر أمر ما وبين حصول فاجعة أو مصيبة لا سمح الله أجارنا الله وإياكم من الفواجع. فلا تعظمي مشكلتك وأصري على بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق حلمك بإذن الله ولكن أريحي عقلك من الالحاح في التفكير بالموضوع وحاولي أن تحققي التوازن في حياتك بأن تنشغلي بأمور تلهيكِ عن التفكير في الانجاب طوال الوقت. وكما نصحنا لمرات عديدة أغلقي باب الأفكار السلبية ولا تسترسلي بمشاعر الشفقة على الذات فلا يوجد إنسان لا يمر بضيق ومشاكل، وتأخر الانجاب واحد من تلك المشاكل وليس أعقدها. فقد بات موضوع تأخر الانجاب من الحالات الشائعة جداً في عصرنا وقد تعددت الوسائل لحل تلك المشكلة وماكان مستحيلاً في الماضي بات تحقيقه ممكناً بإذن الله حتى مع أعقد حالات العقم فتوكلي على الله واستبشري خيراً وفكري بأن نصيبك من الأولاد سيأتي في الوقت الذي يختاره الله لك فتحلي بالصبر وخففي من التوتر واسترخي ولا تحرقي أعصابك بالترقب القاتل بل أعيني نفسك وزوجك على قضاء هذه الفترة إلى حين يأذن الله بالحمل بمعنويات عالية واستعيني بالله والجأي إليه بقلب مطمئن برحمته. احرصي على الترفيه عن نفسك بفعل ما يسليك ويشغل وقتك بشكل إيجابي، واحرصي أيضاً على مظهرك فاستثمار الوقت بشكل يزيد ثقتك بجمالك سوف يدعم معنوياتك بالتأكيد ويجعلك أكثر شعوراً بالراحة وهذا يساعد كثيراً في استقرار هرمونات جسمك ويعود بالنفع عليكِ حتى من ناحية الانجاب. حافظي على علاقة متوازنة بزوجك ولا تضغطي عليه فعادةً تكون الزوجة أكثر تأثراً من زوجها بمشكلة تأخر الانجاب وقد تصبح حساسة وسريعة الغضب وتتأثر من أصغر المواقف وبالتأكيد على الزوج أن يتفهم ما تمر به زوجته ولا يقسو عليها، إنما نحن دائماً ننصحك يازهرتنا بأن تساعدي نفسك قبل اللجوء للآخرين وأن تكوني قوية وتحرصي على استقرار حياتك قدر المستطاع. لا تهدمي سعادة منزلك وتشحني نفسك وزوجك بطاقات سلبية. نود التركيز على أهمية التعامل مع الواقع بشكل إيجابي، فإن كان واقعك الحالي هو مشكلة تأخر الانجاب فلا تجعلي منه سبباً لقلب حياتك إلى مأساة بل كوني واقعية واعتبري أن مايحصل معك هو مشكلة قابلة للحل بإذن الله وطريقة التعامل مع المشكلة هي التي تصنف الناس مابين ضعيف ومنهزم ومتشائم وبين قوي ومثابر ومتفائل فكوني من الفئة الإيجابية دائماً. اقرأي أيضاً: بلاد فاتنة اسمها باتاغونيا نزهة في السماء سياحة ترفع الأدرينالين