يحتفل العالم اليوم بيوم المرأة، والمرأة تستحق من يذكّر بقضاياها طيلة العام، ولكن في هذا اليوم تعلو الأصوات وتلفت إلى أن هناك الكثير مما لم ينجز، مثلما أن هناك أمور أيضاً ومكاسب تحققت. وإن كنت في بلادك تأخذين التعليم والذهاب إلى المدرسة كأمر مفروغ منه، فهذا ليس حال ملايين الصغيرات حول العالم، ففي آخر إحصائية لليونسكو هناك 62 مليون فتاة لم يلتحقن بالمدرسة في العالم لأسباب مختلفة، منها الزواج المبكر، العنف الأسري، الفقر، والحرب، وفي بلاد قريبة منا، سوريا مثلاً لم تسمح الحرب الدائرة لكثيرات بمتابعة دراستهن. وتشير الأرقام إلى أن 15 مليون فتاة في العالم تجبر على ترك المدرسة والزواج. وفتاة من بين كل ثلاث فتيات في دول العالم الثالث متزوجة وهي تحت سن 18. وقد يقول قائل وماذا يفيد تعليم الفتيات في بلاد فقيرة ومجتمعات مغلقة إذا كان الزواج هو ما ينتظرها، وإذا لم نكن سنناقش مثل هؤلاء في مسألة الحق الإنساني في اكتساب المعرفة، فإننا سنتحدث بالأرقام؛ تقول الدراسات إن زيادة تعليم الفتاة لسنة واحدة في الثانوية العامة يزيد دخلها ما بين 15- 25 % إذ يزيد فرض عملها في مواقع مختلفة. كما أن زيادة تعليم الفتيات بنسبة 1% فقط يضيف إلى دخل الدولة التي تحقق ذلك 0.3%، إضافة إلى أن زيادة تعليم الفتيات يقلل من وفيات الأطفال والنساء حول العالم بنسبة تترواح بين 5 و 10 %، إذ أن السسبب الأول لوفيات الصغيرات حول العالم هو الحمل والولادة.